أمرَ الامام (عليه السلام) احد رعيته بان يسجر التنور وما ان تاججت النار حتى امره بالدخول الى التنور، فما كان منه الا الطاعة فنزع نعله ودخل التنور، فقال له الامام: اخرج، فخرح سالما معافى.
وكان ذلك بمرأى ومسمع من وفد مَثُلَ بين يدي الامام ليعلن له الولاء، فكان جواب الامام هو (التنور).... بمعنى انكم ان تحملتم التنور فانتم مثال الطاعة والا فاذهبوا فانتم الخاسرون.
فهل فينا من يستطيع تحمل (تنور الطاعة) كهذا الذي رمى نفسه في احضان التنور فكان مثال الطاعة ام لا؟.
انتظر ايها القارئ، فلشهيدنا الصدر هنا وقفه حيث قال ما معناه: ان هذا مثال طاعة وليس مثال الطاعة، اي ليست اعلى مثل الطاعة، فالامام لم يأمره بخلع نعليه ثم الدخول، فلربما نزعه مخافة انصهاره على قدميه وهذا في مقامات التسليم ودرجات الطاعة العالية منقصة لا منقبة.
فان لم نستطع كفعل التابع والدخول بدون نعل فهل نستطيع الدخول معه!!؟.. مع الاخذ بالنطر ان الآمر هو (الامام المعصوم) والمأمور احد اتباعه ولم يك الامر (السيد المرجع) او (السيد القائد) ولم يك المأمور (منشقا) او احد (المفسدين) او (المهمشين)... فحسبنا اليوم اذا امر المرجع او القائد انصاف الطاعة او ارباعها او اعشارها او (صفر بالمية) او ينقلب الامر عنادا وعصيانا وانشقاقا واعتراضا؟.
فان (التنور) هو عالم (النور) حيث لا يامر الامام الا الخير وكل قيادة حقة وان لم تك معصومة فهي لا تأمر بشر.
وإن حدث يوما من الايام وصار اجحاف باحدى القرارات فهذا لا يعني العصيان بل لعله يعني جهل المقابل فتصوره اجحافا وظلما او اشتباها بالقرار الذي لم يُحرّم حلالا ولم يُحلّل حراما، فلِمَ العصيان ولِمَ التململ والتضجر؟، ومن وقف في اشد الشدائد لا يتحمل اقل الشدائد او ادنى!؟
وان خفي عنكم فاعلموا ان الدنيا كلها بما فيها القرارات عبارة عن اختبارات فمن نجح افلح ومن هوى فقد غوى.
وما كنت يوما من الايام من المغالين في احد لكن ان رضيت بالحق ومرجعه او الحق وقائده فاستمر على ذلك ما لم يك تعد للثوابت والاسس الشرعية وما قد تراه بعينك خطا فلعله هو الخير بعينه وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم فلا تجعلوا من قلوبكم ضيقه ولا في اعينكم غشاوة واتقوا الله واحسنوا لانفسكم قبل مصالحكم العامة وسلموا تسليما