الرئيسية | | من وحي الذكرى | التاسع من ربیع الاول .. تتویج الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)

التاسع من ربیع الاول .. تتویج الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف)

عدد القراءات : 20719

المكتب الخاص / النجف الاشرف  

من الأيام التي لها وقع على نفوس المسلمين والتي لايمكن أن يمر  المسلمون عليها دون استحضار وقائعها وذكرياتها وتأثيراتها على المجتمع الإسلامي ومستقبله هو يوم التاسع من شهر ربيع الأول ففي هذا اليوم المبارك تتويج خليفة الله في أرضه وتنصيب وليه وحجته للإمامة التي تعتبر طريق الخلاص الوحيد المعبر عن إرادة الله سبحانه وتعالى كما ان الأمة تدرك ان تنصيب الامام الحجة بن الحسن المهدي(عجل الله فرجه الشريف ) و الذي سيقيم عدل الله ونشر قيم السماء التي غطتها أغبرة القرون وسحب الدهور وتراكم صدأ الظلم والجور على محياها  ففي هذا اليوم ارتفعت بارقة أمل الأمة لتعيد مجدها في عهد  رسول الله (صلى الله عليه واله)  وأمير المؤمنين (عليه السلام) على يد المهدي من أهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا , وتأججت رغبة الخلاص  بخير من يمتلك القدرة على تخليصها و إنقاذها فهو السبب الوثيق المتصل بالسماء .

وتحدث سماحة اية الله العظمى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) في الجمعة الثالثة عشر عن هذا اليوم وهو يوم التاسع من شهر ربيع الاول بالقول : مضى في يوم السبت السابق على ما ببالي انه كان يوم التاسع من شهر ربيع الاول وهو يسمى بالاصطلاح العرفي والمتشرعي بـ(فرحة الزهراء) (سلام الله عليها) وكثيرين من الناس وكثيرون من الشباب يسألون عن معنى هذه التسمية. وانا لا استطيع ان اعطيكم كل المحتملات، الا انه في الامكان ان اعطيكم ما هو الافضل منها وما هو الاحسن متشرعيا ودينيا.

وذلك هو ما قلناه وقاله بعض اساتذتي من ان يوم التاسع من شهر ربيع الاول هو اليوم الاول لتولي الامام المهدي (عجل الله فرجه) الامامة بعد ابيه، اليس ان يوم الثامن من شهر ربيع الاول هو يوم وفاة الامام العسكري (عليه السلام) وبعد الامام العسكري يكون ابنه الحجة المنتظر (عجل الله فرجه) هو الامام بطبيعة الحال، فيكون اول يوم بعد وفاة العسكري (عليه السلام) وهو اليوم التاسع من شهر ربيع اول ايام امامة امامنا الفعلي والحي والقائم بالمسؤولية تجاهنا في طول الزمان، امامة الامام المهدي (سلام الله عليه).

فنحن نفرح بذلك ويكون لنا عيدا باعتباره الامام الحي والقائد الفعلي والمتكفل للمسؤولية لنا امام الله سبحانه في هذه العصور من حين وفاة ابيه الى عصر الظهور والى وفاته هو (سلام الله عليه) شهيدا مقتولا كما في بعض الروايات.

ولذا يسمى بالقائم يعني انه يقوم بامر الامامة فعلا اي القيم والمتولي والمباشر للمسؤولية حقيقة وتفصيلا من حيث نعلم او لا نعلم.

وكذلك يسمى بصاحب الزمان يعني امير الزمان والحاكم عليه والمتسلط عليه بالسلطة التكوينية والتشريعية على رغم انف من لا يرضى، كما يقال : صاحب دمشق ـ طبعا باللغة القديمة ـ يقال صاحب دمشق وصاحب حلب يعني امير دمشق وامير حلب او قل والي دمشق ووالي حلب فكذلك يقال صاحب الزمان اي والي الزمان وامام الزمان وامير الزمان اي شيء تستطيع ان تقول. والزمان الذي يقصد هنا بطبيعة الحالهو هذا الذي ذكرناه من اول يوم وفاة ابيه (سلام الله عليه) الى يوم وفاته مرورا بعصر الغيبة الصغرى وعصر الغيبة الكبرى وعصر الظهور ايضا بطبيعة الحال الى ان يتوفى ويستشهد (سلام الله عليه) ويكون الامر لله سبحانه وتعالى عن الذي يخلفه بطبيعة الحال في ذلك الحين.

وهناك من يسأل انه كيف تفرح الزهراء (سلام الله عليها) وهي متوفاة وهي في دار الاخرة وليست في الدار الدنيا ؟

وجوابه : ان هذا سؤال مادي ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر ولا بالحياة بعد الموت، والا فكثيرون من الاموات حسب فهمي لا ينقطعون عن الدنيا وعن العلم بالاحداث التي تقع فيها وهناك روايات تقول بأن المؤمن يأتي الى اهله كل اسبوع مثلا على شكل طير ابيض او نحو ذلك. فاذا وصلنا ـ اذا كان المؤمن هكذا فكيف بمن هو اعلى منه ـ اذا وصلنا الى مستوى المعصومين (سلام الله عليهم) نجد ان ذلك امر هين لديهم لان لهم السلطة على الخلق كله ومن هنا ورد في الزيارة (اشهد انك ـ ماذا تقرأ في الزيارة ـ اشهد انك تسمع الكلام او تسمع السلام وترد الجواب) وكذلك مثل قوله (انك تسمع كلامي وترد جوابي) يعني : الا انني لا اسمع جوابك انت تجيب الا انني من التدني والضعة وكثرة العيوب والذنوب بحيث اكون محجوبا عن سماع الجواب في الحقيقة. هكذا، والا المسألة ليست كما نتصور لاننا انما معتادون بحدود مكاننا وزماننا ورتبتنا من الكمال المعنوي لو صح التعبير،والا لو انفتح الحجاب لكنا نتخاطب مع الاخرة خطابا مباشراكما في المعصومين (سلام الله عليهم). فلذا يقول امير المؤمنين (سلام الله عليه) لو ارتفع الحجاب ـ ما مضمونه ـ ما ازددت يقينا، بطبيعة الحال.

ومن الواضح ان الزهراء (سلام الله عليها) واحدة من المعصومين الاربعة عشر (عليهم السلام) فهي تتصف بهذه الصفة بطبيعة الحال التي هي من صفاتهم (سلام الله عليهم)، بل هي من خيارهم ومن احسنهم بالنسبة الى الاربعة عشر معصوم لانها احد اصحاب الكساء الخمسة الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهؤلاء الخمسة افضل المعصومين الاثنى عشر او قل الاربعة عشر على الاطلاق. فتكون الزهراء سلام الله عليها افضل من التسعة المعصومين من اولاد الحسين بل حتى افضل من الحسن والحسين انفسهم مع علو شأنهم العالي (سلام الله عليهم) وهم يفتخرون، الائمة يفتخرون انها امهم وجدتهم بالرغم من علو مقامهم فهي اولى بثبوت الصفات العالية لها منهم (سلام الله عليها وعليهم).

فحين علمت بمقتل الحسين (سلام الله عليه) حزنت وهو قول الشاعر دعبل الخزاعي :

افاطم لو خلت الحسين مجدلا             وقد مات عطشانا بشط فرات

اذا للطمت الخد فاطم عنده                واجريت دمع العين في الوجنات

الى ان يقول

افاطم قومي يا ابنت الخير واندبي        نجوم سماوات بارض فلات

وانت لا يخفاك ـ قد يكون تقول ـ : بان دعبل يتخيل ويتوهم ان الزهراء (سلام الله عليها) تسمع هذا الكلام ؟ حبيبي .. هذا الكلام سمعه الامام الرضا (سلام الله عليه) لانه تلاه في محضره ولم ينكر عليه بشيء اقره واقرار الامام حجة، فليست الكلمة لدعبل (رضوان الله عليه) فقط بل للامام الرضا كأنها صادرة منه وهو خطاب للزهراء ونعلم انها ترد الجواب.

وهناك عدة روايات تدل على حضور المعصومين (سلام الله عليهم)المعصومين الاربعة السابقين على الحسين، يعني رسول الله وامير المؤمنين والزهراء والحسن (سلام الله عليهم) في عرصة كربلاء، تدل على حضورهم في عرصة كربلاء وخاصة بعد ان انتهت الحرب وحصل القتل الجماعي باللغة الحديثة. اذن فهم يعلمون (سلام الله عليهم) بمقتل الحسين (عليه السلام).

وكذلك تعلم (سلام الله عليها) ـ الزهراء ـ بوفاة الامام العسكري (سلام الله عليه) وتكفل المسؤولية بالنسبة لابنه القائم (سلام الله عليه) فتفرح بامامته وهي في علياء جنانها بطبيعة الحال.

ومن هنا كان هذا اليوم هو فرحة الزهراء (سلام الله عليها)، لماذا ؟ لانه الامام الاطول مدة حتى الاكبر واحد من الائمة (عليهم السلام) على ما ببالي الامام الصادق (سلام الله عليه) عاش حوالي 65 الى 70 سنة، في حين ان الامام المهدي (سلام الله عليه) الله العالم كم يعيش الى الان حوالي الف واربعمائة سنة لانه الامام الاطول مدة في تكفل المسؤولية عن سابقيه جميعا حتى رسول الله (صلى الله عليه واله).

 

ولكن الفرح الاعظم ـ لاحظوا احبائي ـ ولكن الفرح الاعظم والعيد الاكبر حقيقة لها ولنا ولكل المؤمنين هو يوم الظهور حين يمن الله سبحانه وتعالى على البشرية المظلومة بارتفاع الظلم وبسط العدل كما قال في الدعاء (اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك (لا انه بها نأكل تمن وقيمة او نركب سوبرات. لا وانما ماذا ؟) تجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والاخرة.

المزيد في من وحي الذكرى
قمرٌ في ظلمة الطف، طاف نوره قبل الأوان، بازغ حتى في عرجونه، وفيٌّ في زمن الغدر والخذلان، يشع نوراً من هدى الإمامة، ويدور شوقاً في
المكتب الخاص / النجف الاشرف يمر الزمن وتمضي القرون والعقود ، وتنكث البيعة هنا وهناك تنقض العهود ، وغدرة الحقد بسوط السموم، واخرى ببغض الضربة عند
المكتب الخاص / النجف الاشرف دنا القضاء واقترب القدر، وتلوح في الافق ظلامة، ، تنبع من أقاصي الجاهلية ، ومن كهوف الكفر، وغيوم السواد عادت لتغطي
المكتب الخاص / النجف الاشرف بين الصمت والصخب ، شوق في حشاشة القلب يتأجج ، وعيون الصبر معتبرة ، وفي رمضاء اليأس مع الاحلام نتوسد ،
المكتب الخاص / النجف الاشرف من شعبان المودة، فاحت نسائم الانتظار، وتفتحت أزاهير الصبر، لتملأ الوجود عبقا، ليلة غمرتها السعادة، وطافت بأمواجها الافراح، ليلة كالبحر، يجري
المكتب الخاص / النجف الاشرف عطشت الحياة لكوثر ، فراحت تغدو بلهفة ، على الوديان ، تجر بحافرها اليأس ، فلا وصال يرتجى ، ولا حِسان