الرئيسية | | من وحي الذكرى | السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ذخر الرافضين للظلم

السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ذخر الرافضين للظلم

عدد القراءات : 28354

المكتب الخاص / النجف الاشرف

 في ذكرى ولادة علم من أعلام التقى و بزوغ شمس مشرقة لقائد من قادة الحق التي تتزامن مع ذكرى ولادة العظيمين رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام جعفر الصادق (عليه السلام) , ففي زمن المغريات والمتغيرات لا يمكن أن تترك الأمة في مهب الريح تنسج شراكها بأناملها دون وعي , ولا يمكن ان لا تدرك وهي تنزلق في وحل الفشل او تهوي بها الغفلة في الهاوية دون ان يطرق اسماعها نداء السماء على لسان الأولياء , فضمن التخطيط الإلهي شاء جل شأنه ان يتخذ من آل الصدر الأنقياء الأتقياء دعاة الى المنقذ الرباني وإدلاء الى سفينة نجاة الأمة في زمن الغيبة أشرعتها علماؤهم العاملين الناطقين المجاهدين , سائرين على خط الآباء والأجداد ومنهم الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) الذي تم ذخره منذ يوم ولادته ليكون الأمل الأبيض في زمن استطاع السواد ان يحتل معظم زوايا حياة العراقيين ان لم نقل كلها , وكان الحزن والخوف والفقر والضياع قضبان تحيط وجودهم بل أراد الظالمين إعداد العراقيين وتهيئتهم لمشروع مملكة عبودية تطيح بهم أجيالا , بل كانت ولادته مقدمة لتعبئة قسوة الأيام وصبر المؤمنين للتصدي لذلك اليوم  الذي ستنصب فيه أصنام بشرية تريد اختزال الناس في شخوصهم , وجعلهم وقودا لنزواتهم وغرائزهم . فقام بترميم ما تصدع من اليقين نتيجة لضربات الجهل والجاهلين و اسند الحق بالدماء في زمن الطغيان , وصنع منبرا دعائمه الرفض تنبض فيه روح عنوانها (كلا)  وأسس ( قدس سره ) قاعدة التمهيد من خلال التعريف بمعاني الانتظار الحقيقي للممهدين لا لجلوس وانعزال اليائسين .

ومما شاع وعرف بين آل الصدر، أن والدته المرحومة كانت قد آيست من الحمل فتوسلت بالرسول عند تشرفها بزيارته أثناء الحج، أن ترزق ولداً، ونذرت أن تسميه (محمداً)، فتحقق لها ما أرادت بعد ذلك، وكان سماحته ولدها الوحيد ولم ترزق بغيره.

وكانت ولادته يوم السابع عشر من  شهر ربيع الأول المتزامن مع ذكرى ولادة جده النبي الأكرم محمد وجده الإمام جعفر الصادق  ، وعاش في كنف جده لأمه آية الله العظمى الشيخ رضا آل ياسين، وقد زامنت فترة مرجعيته مع مرجعية السيد أبو الحسن الأصفهاني. وعاش كذلك في كنف والده السيد الحجة محمد صادق الصدر حيث كان وحيداً لوالده السيد محمد صادق.
وقد نشأ سماحته في بيت علم وفضل وزق العلم منذ صباه بواسطة والده السيد محمد صادق الصدر. وكان لنشأته وتربيته الدينية انعكاس في خلقه الرفيع وسماحته وبشاشته وصدره الرحب الذي يستوعب كل الأسئلة الموجهة إليه حتى المحرجة منها.

ومن خلال تصديه للمرجعية سعى المرجع الصدر إلى الحفاظ على الحوزة العلمية في النجف الاشرف؛ فرمم و بنى ما فقدته وجاهد على تربية طلابها، وقام بخطوات جبارة وكبيرة في هذا المجال وفقاً لما تتطلبه الساحة الفكرية والحياة العصرية في تلك المرحلة، منها إرسال العلماء إلى كافة أنحاء العراق لممارسة مهامهم التبليغية وتلبية حاجات المجتمع، وبادر إلى إقامة المحاكم الشرعية الجعفرية وتعيين العلماء المتخصصين للقضاء وتسيير شؤون أبناء المجتمع.

وما إقامة سماحته لصلاة الجمعة وتصديه بنفسه لإمامتها في مسجد الكوفة، وتعميم إقامتها بمختلف مدن العراق الحدث الذي  لم يشهده تاريخ العراق منذ حقبة طويلة، وعبر هذه الحركة الفريدة والنوعية حركته إلى منبر إعلامي لتوعية أبناء الأمة.

 

ومن خطبة لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله ) في هذه المناسبة التي ألقاها في الجمعة السادســـة في اليوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول 1424 :

 ((هذا ولا يَفوتنا بأنّ هناك ولادة اُخرى عزيزة على قلوبنا نحن العراقيين بالذات وعلى قلوب المؤمنين كافة، ألا وهي ولادة مرجعنا ووليّ أمرنا ومنقذنا وناصر مذهبنا ومُعزّ المؤمنين في البلاد، ومحيي الجمعات ومُعيدها على وجهها الصحيح الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر (  قدس سره الشریف ).

إذاً فهذا اليوم العظيم ولد فيه العِظام الذين بهروا بعلمهم الدنيا وبزهدهم جمعوا الناس حولهم وبتواضعهم زادَ حُبّهم في قلوب المؤمنين وبتصديهم للصلاح والإصلاح كَثر مُحبّيهم.

 

  فلك الحمد يا ربّنا لذلك حمداً لا ينقطع وشكراً دائماً لا يزول ومِنة ً تبقى ما بقيتِ الحياة، فإنّك بهم نَوَّرت عُقولنا وطهَّرْت قلوبنا وغَرَزتَ فينا التضحية والفداء وكَثرْتَ فينا العَزم والوَلاء، إنّك على ذلك لقدير وبالإجابة لجدير )).

المزيد في من وحي الذكرى
قمرٌ في ظلمة الطف، طاف نوره قبل الأوان، بازغ حتى في عرجونه، وفيٌّ في زمن الغدر والخذلان، يشع نوراً من هدى الإمامة، ويدور شوقاً في
المكتب الخاص / النجف الاشرف يمر الزمن وتمضي القرون والعقود ، وتنكث البيعة هنا وهناك تنقض العهود ، وغدرة الحقد بسوط السموم، واخرى ببغض الضربة عند
المكتب الخاص / النجف الاشرف دنا القضاء واقترب القدر، وتلوح في الافق ظلامة، ، تنبع من أقاصي الجاهلية ، ومن كهوف الكفر، وغيوم السواد عادت لتغطي
المكتب الخاص / النجف الاشرف بين الصمت والصخب ، شوق في حشاشة القلب يتأجج ، وعيون الصبر معتبرة ، وفي رمضاء اليأس مع الاحلام نتوسد ،
المكتب الخاص / النجف الاشرف من شعبان المودة، فاحت نسائم الانتظار، وتفتحت أزاهير الصبر، لتملأ الوجود عبقا، ليلة غمرتها السعادة، وطافت بأمواجها الافراح، ليلة كالبحر، يجري
المكتب الخاص / النجف الاشرف عطشت الحياة لكوثر ، فراحت تغدو بلهفة ، على الوديان ، تجر بحافرها اليأس ، فلا وصال يرتجى ، ولا حِسان