الرئيسية | | من وحي الذكرى | هدم قبور ائمة البقيع (عليهم السلام) فاجعة يندى لها جبين الانسانية

هدم قبور ائمة البقيع (عليهم السلام) فاجعة يندى لها جبين الانسانية

عدد القراءات : 21111

المكتب الخاص / النجف الاشرف

على اوتار الضلال... تحالف الاحلاف... عتل وزنيم، طليق وباغٍ، مشرك ومنافق، تأجج فيهم الحنين الى ماضيهم السحيق، فجمعوا جمعهم، ليطفؤوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله الا أن يتم نوره ليشع هدى سرمديا، جاءوا لينفثوا سمومهم على صروح المجد وحملوا معاول الافك ليهدموا اوتاد السماء، نسل الطلقاء، جمعوا اللقطاء ليقيموا على أنقاضها دولة الشيطان.

بقيع الغرقد، جنة الله في ارضه، ارتسمت على ذرات تربها، صورة الامل الجميل، ذرات امتزجت مع حروف القران، ليشع منها نور الحقيقة،  نور يعانق نجوم السماء، وقبور الائمة، اركزت فيها الاساس لحضارة الخلود، حضارة لاتعرف الحدود، وقيم غير قابلة للتفكيك، انها حضارة  العدل والانسان وحب الاوطان.

وفي يوم ملؤه الكآبة، يقطر سواداً، عصفت فيه رياح الحقد، وتصدعت ساعاته برعد الجاهلية، تدور عقاربها، على الوان المحن، تستدعى ذكريات الحزن، والوان الدم، يوم اضطرب فيه الكون، له صخب كصخب اصحاب الفيل، وهتاف الوعيد والدمار، خرج من بين ركام القرون الأولى، انه صوت ابرهة، جاء ليهدم البيت من جديد، بل هم إخوة صالح عزموا على عقر الناقة،جاء القوم، ومعهم النمرود يحملون حطب الضلال والالحاد، ثم اوقدوا نارهم، ليلقوا فيها صحف ابراهيم، وليطمسوا شمس الله، بمعاول الجحود.

كون توشح بالحزن، وامتلأت زواياه بقطع الظلام، وانهال الحطام، ليغطي ذكريات الزمن، يوم اشرقت به شمس الفجيعة، لتنزف دموع الماسي، عبر الدهور، وارتفعت آهات البلايا، على أجنحة الغبار المتطاير، انه يومٌ عقيم، مغطى بجلباب الضلال، يجرّأذيال الرزايا، تموج الأمة بدفة الانحراف، طلقاء اعتلوا المنابر، سلاطين اسارى الرذيلة، رعية قابعة في كهوف الخوف.

ضج ضجيج البغض، وتفجرت براكين الحقد، لتقذف بسموم شرها، وقرعت طبول الحرب، وقبض على معاول الهدم، انه يوم الانتقام، والناس نيام، انه يوم الثأرللأشياخ، وبعث الجاهلية وميراثها، انه يوم الطف، فذا يزيد وذا شمرها، وذاك رداء العترة المسلوب، من على قبرها، وتلك دموع النبي على أرض البقيع يذرفها.

تناثرت منائر النجباء، على ارض الطيب، كأنها اشلاء الاتقياء، اعادت صور العنف، ومسيل الدماء، حزت رقاب السلام، شوهت نظارة وجه الايام، وهذه القباب، يدق في عرقها نبض الضمائر، تذروها الرياح، كأنها خدور الحرائر، في كربلاء، وصوت الفجيعة، لم يزل يقرع الاسماع، بشجي النداء،يشكو الغربة، في الاوطان.

 

 

المزيد في من وحي الذكرى
قمرٌ في ظلمة الطف، طاف نوره قبل الأوان، بازغ حتى في عرجونه، وفيٌّ في زمن الغدر والخذلان، يشع نوراً من هدى الإمامة، ويدور شوقاً في
المكتب الخاص / النجف الاشرف يمر الزمن وتمضي القرون والعقود ، وتنكث البيعة هنا وهناك تنقض العهود ، وغدرة الحقد بسوط السموم، واخرى ببغض الضربة عند
المكتب الخاص / النجف الاشرف دنا القضاء واقترب القدر، وتلوح في الافق ظلامة، ، تنبع من أقاصي الجاهلية ، ومن كهوف الكفر، وغيوم السواد عادت لتغطي
المكتب الخاص / النجف الاشرف بين الصمت والصخب ، شوق في حشاشة القلب يتأجج ، وعيون الصبر معتبرة ، وفي رمضاء اليأس مع الاحلام نتوسد ،
المكتب الخاص / النجف الاشرف من شعبان المودة، فاحت نسائم الانتظار، وتفتحت أزاهير الصبر، لتملأ الوجود عبقا، ليلة غمرتها السعادة، وطافت بأمواجها الافراح، ليلة كالبحر، يجري
المكتب الخاص / النجف الاشرف عطشت الحياة لكوثر ، فراحت تغدو بلهفة ، على الوديان ، تجر بحافرها اليأس ، فلا وصال يرتجى ، ولا حِسان