الرئيسية | | من وحي الذكرى | الجمعة البيضاء والشهيد الصدر كوكبان يجريان في فلك الانتظار

الجمعة البيضاء والشهيد الصدر كوكبان يجريان في فلك الانتظار

عدد القراءات : 11780

المكتب الخاص / النجف الاشرف

من بين جدران المسجد وصدى الآذان، تبلجت الروح النقية، وتنفست الوفاء من ضريح الوصي وأرض كوفان، روح سمحاء تجول في اروقة الولاء، وسفوح الارادة، ترتدي وشاح الصبر، متمسكة بعرى العلم قابضة على اذيال المعرفة، ومن فيوض المرتضى، اغترفت الهيبة والوقار، واضحة مع الحق، كالشمس في رابعة النهار، انها روح الصدر(رضوان الله تعالى عليه)، اشرق ايمانها في عوالم الذر، تنزلت من العلياء، على بساط المودة، بيضاء كالشمس، قبس من النور المحمدي، جاء على براق المن الرباني، يلوح بالراية الانسانية، مستجيبا لنداء الضمير، مختزلا فروقات الزمن، محطما لقيود الكون، جاء يحدوه شوق يعقوب لريح يوسف، جاء ليتنفس عبق الملائكة وليحتضن ذكريات الانبياء، جاء ليتوسد الشهادة على ثرى الاباء ويعانق الخلود كعناق الحسين لكربلاء.

 في زمن الخذلان، والسنين العجاف، تغلغل الجهل، وتراكمت كثبان اليأس، وخفت صوت الاستغاثة، وتلاشى بصيص الامل، وتفشى وباء التقاعس، زمن الخرافة والبدع، والخنوع والطمع، تداعت اوشاج الاخاء وانتشر البلاء، زمن اوصدت فيه ابواب الاحسان، وابتعدت اصوات الايمان، ليعلن الاستسلام  وجوده، وولغ الرضوخ من لسانه، وفتح الطاغوت فمه كانه فم الحوت ليبتلع الارادة والحياة، ولتضيع الامة في غياهب النسيان، وفي خضم الحيرة، انتشر الخوف، وعقدت الالسن، وكبلت الايادي، عام يذهب ويأتي عام، والبيوت تمتلأ ثكالى وايتام، وتخضبت مقابرنا بدماء الشهداء، واتخمت بطون السجون من الشباب الابرياء، والقلوب امتلكها الخوف والالام ، والعيون مؤرقة تترقب الفجر وجافتها الاحلام .

اقبلت الجمعة تعلوها بسمة السماء، ترجل صدرها من صهوة الزمن، حمل اثقال التاريخ، شمّر عن سواعد الحق، صلابة لن يميلها زحف القرون، ولا رياح التمرد، ايمان راسخ منذ القدم، فتح ابواب المساجد، زأر بنداء الاذان، فتقطعت القيود واقبلت الحشود، تحدى الموت بالكفن، سائر على سنة العترة، يطوي المحن، اقبل الصدر وحوله هالة الاصلاح، فنادته الجراح وآلام المستضعفين ، لتلوذ به من جور السنين، فعانقت جراحهم اكفه الرحيمة، ومسحت بها جباه المتأوهين،

من بين كثبان الضياع، انتفضت الاكفان، وهبت رياح الموعظة، لتجلي سحب الغفلة الممتدة قرون، ركعتان في قلب النهار، ونداءان من وحي الضمير، حددت طريق الايمان ورسمت مسار الحرية، فأصبحت كوفان قلب ينبض وجودا، وطوفان يبعث الحياة، ومن جوار المحراب أشرقت شمس العدالة لتلون الحياة بأشعة المساواة، تألقت بها انوار الارادة، والتهبت قوة الايمان، وتعبّد طريق التضحيات، لينضح من جبينها عرق المقاومة، فعلا هديرها فوق صوت التردد وسحقت بشموخها  ذل الانصياع، ستبقى جمعة الشهيد الصدر، لزمن التمهيد فجر، صادق خيطه الانتظار.

 

 

المزيد في من وحي الذكرى
قمرٌ في ظلمة الطف، طاف نوره قبل الأوان، بازغ حتى في عرجونه، وفيٌّ في زمن الغدر والخذلان، يشع نوراً من هدى الإمامة، ويدور شوقاً في
المكتب الخاص / النجف الاشرف يمر الزمن وتمضي القرون والعقود ، وتنكث البيعة هنا وهناك تنقض العهود ، وغدرة الحقد بسوط السموم، واخرى ببغض الضربة عند
المكتب الخاص / النجف الاشرف دنا القضاء واقترب القدر، وتلوح في الافق ظلامة، ، تنبع من أقاصي الجاهلية ، ومن كهوف الكفر، وغيوم السواد عادت لتغطي
المكتب الخاص / النجف الاشرف بين الصمت والصخب ، شوق في حشاشة القلب يتأجج ، وعيون الصبر معتبرة ، وفي رمضاء اليأس مع الاحلام نتوسد ،
المكتب الخاص / النجف الاشرف من شعبان المودة، فاحت نسائم الانتظار، وتفتحت أزاهير الصبر، لتملأ الوجود عبقا، ليلة غمرتها السعادة، وطافت بأمواجها الافراح، ليلة كالبحر، يجري
المكتب الخاص / النجف الاشرف عطشت الحياة لكوثر ، فراحت تغدو بلهفة ، على الوديان ، تجر بحافرها اليأس ، فلا وصال يرتجى ، ولا حِسان