المكتب الخاص / النجف الاشرف
تصب دموع الألم، على اقمار الدجى، جاءها المحاق، دموع حرى، سالت على وجنة الذكرى جرت منه أودية، روت مساحات الحزن، فانبتت آلام تلتها آلام، وعلى نجوم افلت، وغيبتها سحب الظلم، جرت حسرات تبعتها زفرات، في شهر الاحزان، تأجج الشجى، وارتفع صوت النحيب، ليعلن موعد الوداع ولحظات الفراق، رسمت صور الاحبة، على ثرى العشق، والدم المراق، والاكباد الممزقة، بسموم الطلقاء، هبت رياح الظلام، لتذر حروف القرآن، في سحيق الغي، حروف متناثرة، تشكو جراحها، عبثت بها أيادي الغدر، واستباحتها وقاحة المكر. جراح لم تندمل، واوجاع لم تضمحل، عادت غربة المجتبى، لتروي المأساة، بحروف ملؤها اللوعة، نسجت من معانيها، جلابيب الهضم، لاذت بها العترة، من أسهم النكران، ونظرات الشماتة، وخذلان الناصر، وفقد الأحبة، قصة تحملها عبرات، تسير في اسفار الزمن، تستنشقها روح العقيدة، فترتع في بحبوحة الوجدان، قصة حددت ثمن الحب، في تجارة الولاء، سدادها الارواح النقية، وعلى مسارح الدماء، تستمر حياة الاحرار، ومواقف التضحية والايثار، توالت فصولها، بأستار من الاشلاء، بكاء بدموع حمراء، شوق ممزق الفؤاد، يتلوى على نار الهجران، حنين تقطعت به سبل الوصل، ذكريات ترتجي الحضور، ضاعت في براري الحقد، صحف مبعثرة، ووصايا مطهرة، علقت على مشانق البغض، والتفت حولها، حبال الخديعة، وصايا الحق، لا تطمرها السنين، ولم تسلخ منها روح السماء، لها قلب ينبض بالحقيقة، يستدعي الضمائر، يوخزها في كل لحظة، يبقى نداءها، عمق وجودي، يجري في عروق الانسانية، يهبها الحياة، ليستمر الهدى، ينير ظلمة الدهور.
هو الامام القائم والقاعد، بأمر الله ورسوله، هو وريث الانبياء، والمرمي بأحجار الافتراء، ظلما وحسدا، هو القائد في مسيرة الحق، والرافع لراية الاسلام، في زمن التسلط، هو الحامل على متونه ميزان العدالة، في عهد الاذلال، لتبقى الرسالة، يفوح عطرها من زغب جبريل، وتلوح معانيها في بيت النبوة، هو العالم بالتنزيل والتأويل، والناطق بالقرآن بعذوبة لسانه، ومن احسانه حسنت مكارم الاخلاق، ورع تقي، بانت على محياه، سيماء النبوة، جواد كريم، جرت على اكفه انهار الكرامة، لتبقى جارية ليوم القيامة.
على اعتاب ذكرى رحيلك، ايها المظلوم والمهضوم، والمقتول بالحقد السموم، توهجت جراح الزمن، ومن سهام نبتت، في قلب النعش، ستملأ الافئدة احزانا، ومن اوصال كبدك المقطع، فتته سموم البغي، ذلك الكبد الحزين، طوته السنيين، بصبغة زرقاء اصبح لون الدماء، ذلك السم الذي قدمته يد الشؤم، وكف من الحقد الدفين، فتقطع ذلك الكبد وترصعت بأجزائه خيمة الاحزان، لتغدوا سماء، يجول تحت سقفها الالم، ليملأ الانظار، ويمسي ويصبح على صوت الظليمة.