الرئيسية | | من وحي الذكرى | سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) أم النبوة والإمامة وحِجر الرسالة الخالدة

سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) أم النبوة والإمامة وحِجر الرسالة الخالدة

عدد القراءات : 26574

المكتب الخاص / النجف الاشرف

على قلبها تربع الألم، وفي نفسها ترتع الأحزان، واقتاتت على أزهار سنيها وساوس البغض، لتسرق منها بهجةَ العمر، ويغيب ربيعُه، غريبة في ربوع الوطن، صبغت أيامها ظلامة السواد، وقضت عمرها تائهة بين المصائب، وغدر من شأنه العار، اختطف الظلم ورود عمرها، ونهشت باب دارها أنياب النار، مضت ولم يمضِ حزنها، بل لازال يحرق خمائل المودة عبر الأجيال، ويغرس في الروح مسامير الموت، ويقطع أجساد الحب إرباً، ويجزر أجساد الوصال، ولم يزل حزنها باقياً يجري في عروق الدهر، وعلى أنينها يستيقظ الليل، وبفجرها يسبح الابتهال، تهلل الحسرة في حِجرها محنيّة، والألم يكبر كل أوان، على تأوه أنينها يبكى البحر، وعلى صدره تلطم الأمواج ، ونور الشمس كدمعها الحزين، يجري على الجبال طول النهار، وفي ليلها الأليَل، عندما يفيض السكون، وتسعر من الحب نار، وتهدر ثورة العشق، وتفترش الحزن، فتُهرع اليها الذكريات الظامئة، لترويها من دموعها الحمراء، في ليل الاشتياق تهب من ضلعها لوعة، فيعلو النحيب لتردده الجدران،  في ليل البعد، يسجد الظلام على دارها، وتأن النجوم في أبراجها، في ليل الفراق تباح العبرات، وتتمزق ألوان الأحلام من عتو الحسرات، وتتحطم الأمنيات وتبعثر رماد الكلمات، ويضج الألم ويضطرب القلب فتتسابق النبضات، ثم تتقد مشاعر الشوق، ويثور الحنين جنوده السنين، تطأ أقدامه بلاط الدهور، وتحتل طلائعه مساحات الحياة، هاجت الأشواق لعبق النبوة، وفاض الحنين لعطر الرسالة، واشتاقت الروح للوسادة النقية، من أكف الأبوة، وبسمة الفردوس التي تعلو محياه، وبردة من نسيج الحب تقيها الحزن، وأنفاس من عطر القداسة تعطر الحياة...

  سيدة النساء برقعها سماء، حجابها الطهر والنقاء ، تجلببت بالصبر، حاكت خيوطه أنامل الإيمان، ونسجته روح الملائكة، ومن أزل اللوح سرها الرباني محفوظ، في قراطيس الخلد، متألق من ساق العرش، شاهق وسط الميزان، وحروف إسمها كالشموس منيرة ، تتلألأ بين طبقات السماء، صوتها صوت الحقيقة،  لايخفته ضجيج التظليل، كيف يخفت ودويّ صداه يتردد في الضمائر الحية، تنير الوجود بالحياة، لغضبها يغضب الجبار، وعلى كفها يعلو النهار،  ولحزنها حزنت الأملاك، على أكتاف الليل حُمل نعشها، والنجم خلفها ينوح،  والثرى يرثى حاله، وعلا صوت البُعد، وذكريات الحبيب صوت أنين، على وقع الدموع يجري، فلا يرى غير الفراق، وباب أكلته نيران الحقد، وضلع يئنّ الى السماء...

المزيد في من وحي الذكرى
قمرٌ في ظلمة الطف، طاف نوره قبل الأوان، بازغ حتى في عرجونه، وفيٌّ في زمن الغدر والخذلان، يشع نوراً من هدى الإمامة، ويدور شوقاً في
المكتب الخاص / النجف الاشرف يمر الزمن وتمضي القرون والعقود ، وتنكث البيعة هنا وهناك تنقض العهود ، وغدرة الحقد بسوط السموم، واخرى ببغض الضربة عند
المكتب الخاص / النجف الاشرف دنا القضاء واقترب القدر، وتلوح في الافق ظلامة، ، تنبع من أقاصي الجاهلية ، ومن كهوف الكفر، وغيوم السواد عادت لتغطي
المكتب الخاص / النجف الاشرف بين الصمت والصخب ، شوق في حشاشة القلب يتأجج ، وعيون الصبر معتبرة ، وفي رمضاء اليأس مع الاحلام نتوسد ،
المكتب الخاص / النجف الاشرف من شعبان المودة، فاحت نسائم الانتظار، وتفتحت أزاهير الصبر، لتملأ الوجود عبقا، ليلة غمرتها السعادة، وطافت بأمواجها الافراح، ليلة كالبحر، يجري
المكتب الخاص / النجف الاشرف عطشت الحياة لكوثر ، فراحت تغدو بلهفة ، على الوديان ، تجر بحافرها اليأس ، فلا وصال يرتجى ، ولا حِسان