بسمك اللهم
قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: (كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)....
أيها الأحبة، ويا ايها المخلصون، الذين كانت افضل صفاتكم الاخلاص والمحبة والتضحية والفداء والطاعة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اما بعد:
اعلموا ايها الاحبة ان الله ما خلق الخلق عبثاً ولا لهواً، بل قال تعالى: ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون، فيا عباد الله اتقوا الله ولتعلموا ان طرق الله كُثُر، حتى قيل انها بعدد انفاس الخلائق، فسيروا واعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ولتنصروه لينصركم، ويُثبّت اقدامكم.
اخوتي الاحبة يجمعنا واياكم عنوان الاسلام والانسانية، فكلنا من ادم وادم من تراب...فلنفخر بان جعلنا الله بشراً نسعى الى التكامل ونفخر بما غرسه الله فينا من عقل يضي لنا ظلمات الدروب..فيا ايها الانسان انك كادح الى ربك فملاقيه..فلاقه باحسن حال وكما يريده لك جل جلاله لا كما تريده نفسك الامارة بالسوء، فاكبح جماحك وتأدّب بأدّب السلم والاسلام والعقل والايمان ليجعل الله لك من امرك فرجاً ومخرجاً.
احبتي ليس منا من يبحث عن عنوان له، وقد وهب الله له ومَنَّ عليه بافضل العناوين واشرفها واعلاها مرتبة، فقد اعطينا العقل والنور والايمان والاخلاق والسلام والاسلام، وقد جعلكم الله شعوباً وقبائل لتعارفوا، ان اكرمكم عند الله اتقاكم.
فلا تفرقوا بل تعارفوا واجتمعوا بينكم على الحق، وتسابقوا على درجات الجنة والتقوى، لا يعلو بعضكم على بعض الا بالايمان والاخلاق، واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين.
اخوتي علّمنا ال الصدر وما زلنا نعلمكم...ان الله كتب علينا ان نقـوّم انفسنا بالطاعة، ثم انه اراد منا هداية الاخرين بعد اذ نهدي انفسنا، فقد قال الله تعالى: (خير امة اخرجت للناس)، فنحن في خدمة الاخرين ما دمنا قد قوّمنا انفسنا وسعينا الى التكامل، لا أنْ نقوّم الاخرين ولا زالت انفسنا غير قويمة.
فقد اراد الله تعالى لنا أنْ نكون باباً لهداية الاخرين،- فله الحمد والشكر في الاخرة والاولى - لا أنْ نكون باب نفور وعتو وظلم واستكبار وهيمنة..وكونوا على قدر المسؤولية، وكونوا بين الناس واعطوهم الهداية والاخلاق والايمان، ولتعطوهم الحب والوفاء، وكونوا ممن يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة.
فيا من عنوانهم الايمان لا يغرنكم اصوات النعيق واصوات المرجفين، فانتم إنْ قوّمتم انفسكم وسعيتم لهداية الاخرين، فلا يضركم إنْ ضل غيركم وزل، فان اعمال الجميع ستعرض عند الواحد القهار فيرفع المؤمنين ويذل الكافرين.
ولا زالت كلمات السيد الوالد قدس الله نفسه الزكية في بالي حينما قال بخصوص الامام المهدي عليه السلام: (ومن ثم وجب على الواعين لقضيته أمثال هذه الوجوه الطيبة، والمدركين لظلامته، والمخلصين لدعوته، ان يدافعوا عنه، ويرفعوا رايته، وينشروا كلمته، ويبذلوا إمكانهم في ذلك، لأنَّ كلمته كلمة الله، ورايته راية الله، وحكمه حكم الله، ومن هنا نكون في هذا الجيل، نحن المدافعون عنه، ونحن المطيعون له، ونحن القائمون بأمره سلام الله عليه، حتى يقضي الله بما هُو قاض)..فإنْ كنا اتباع المرجعية الناطقة التي تمثل الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فلنكن على قدر المسؤولية امام الله تعالى، وامام رسوله واهل بيته صلوات الله تعالى عليهم اجمعين، وليجمعنا واياكم حبهم والوفاء اليهم والسير على خطاهم والتعلق بنهجهم الى يوم الدين..فكلنا جيش للمعصومين، ولصاحبهم يوم الظهور، وكلنا نُمهّد للحق، وكلنا نناصر الحق ونعادي الباطل، وكلنا نقول نعم نعم ياربي..فشكراً لله على ما هدانا ورزقنا من حبهم، وحب وكلائهم والقائمين بأمرهم الى يوم الدين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقتدى الصدر