فِلم... ام علم
تتسابق ايدي الشباب الطاهرة بعد كل تفجير وتفخيخ الى كنس الشوارع وتنظيفها من دماء العراقيين ومن شظايا الطابوق والزجاج والاطعمة وغيرها مما يتطاير من هول العصف..
شباب راضون بقدرهم قانعون بما يقع عليهم صامتون لا يصدر منهم غير مسح اثار الارهاب ولكن!
هل هو الجزء المملوء من الاناء لكي نتفاءل بفعلهم ام الجزء الفارغ من الاناء كي نتشائم من فعلهم، فالنظرات تختلف، فرب قائل انهم يحبون طعم الحياة فيتسابقون لمحو اثار الموت، ورب قائل انهم راضون بالمفخخات فيسعون لاخفاء اثار الارهاب لكي لا تعلو صرخات الحق من داخل الركام.
لكن بين هذا وهذا، فاني على يقين ان دل فعلهم هذا على شيء انما يدل على حبهم للسلام وبغضهم للحرب والقتال بعد ان اهلكتهم الحروب واصم اذانهم صرير الدبابات وازيز الطائرات ودوي المفخخات وادمت عيونهم الدمعات لكثرة ما فقدوا من اعزاء فتعالى بكاء الثكالى وانين الجرحى وعويل الارامل وصرخات الاطفال وانين الاسرى
فظلوا يمحون كل اثر للعنف والموت ليتعلقون بشعرة الحياة لعلها تنجيهم كغريق وسط موج متلاطم يجول ببصره من هنا وهناك لا ليجد (سياسيا) .. عفوا .. او ليجد من ينقذه بل ليحصل على (قشة) ليتعلق بها لينجو... واين القشة!!؟
قشة تنجيهم وقشة قد تقصم ظهر (نوري) الذي كلما دنت (الانتخابات) حولها لانتحابات وصار يزمجر ويصرخ ويهدد مدعيا حرب الارهاب والمليشيات.. وحينما تحين الانتخابات ولا يحصل على اصوات كافية يتحول من (اسد) الى (نعامة).. ما هكذا تورد الابل ولا (الارهاب) يا (نوري) فحروبك ليست (فلما) حربيا ولا رومانسيا تؤلفه من خاطراتك فتجعل النهاية كما تريدها: (ماحقة حالقة(
كلا، فالشعب بات بين ارهاب الحكومة وبين حكومة الارهاب... اما يكفيهم حروب الهدام وحروب الاحتلال لتسطر انت حروبك ضد شعبك!!!
الا ترى انهم (عالمون) (عاملون) من اجل السلام وانت تجعل الدعاية الانتخابية (فلما) عفو اقصد (حربا)... سل الشعب لعلهم لا يريدون.
او لعلك سمعت الحكمة القائلة: (وداوها بالتي كانت هي الداء) فسارعت لتداوي الارهاب بالارهاب ونسيت ان النار لا تكوى بالنار
فيا ترى اي الارادتين ستنتصر: ارادة الشعب للحياة ام ارادة (نوري) للممات
بقلم: صالح محمد العراقي