أمطار... وأخطار
بقلم: صالح محمد العراقي
يمكننا أن نقول بتحول (النعمة) الى (نقمة)، فالمطر تلك النعمة العظيمة التي يحيي الله تعالى بها البلاد والعباد كما قال تعالى: (فأحيينا به بلدة ميتة) تحول على (أهل العراق) نقمة فاضت منه بيوتهم ومحلاتهم وشوارعهم ومدنهم.
لماذا!؟.. اليس في كل ما يدور من حولك (حكمة)، فهل سأل احدكم عن تلكم الحكمة ام نحن وإياكم من الغافلين عن تلكم العبر والرسائل الالهية التي يغدق بها الله تعالى على اهل العراق فهل من مدكر!؟.
وهل لاحظتم ان تلك الامطار التي هطلت في اغلب محافظات العراق كانت في (عاشوراء) اي في الايام التي قُتل فيها الامام الحسين مظلوما ومحروما من (الماء)!؟.
هل يعني يا ترى اننا لسنا من فسطاط (العطاشى) بل نحن من فسطاط (المتخومين) ام هي بلاء من نوع اخر، فالمطر اذا ازداد تحول من نعمة الى بلاء.
كلا لا اظنه ازداد فكمياته ومستوياته حسب القواعد الطبيعية مقبول ومعتدل، الا ان الشوارع فاضت وامتلئت حتى صرنا نرى القوارب تمخر عباب الطرقات و (السنارات) بيد الصيادين ينتظرون الاسماك ولا اسماك.
هل تناسيتم ام غفلتم ان تلك الامطار جائت بُعَيد (الكسوف) وهي ايضا رسالة سماوية لاهل الارض عموما واهل العراق خصوصا.. الم اقل لكم هي رسائل تترى فهل من متعض ام لا!؟
فقد قال تعالى: (...الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار). نعم لقد جعلوا من اجمل نعم الله تعالى (كفرا) فنحن كثيرا ما نسمع هذه الايام حينما ينزل المطر: (اهوووو هم مطر.. غرگنا)
وهذا من اعظم الجهل والكفر المعنوي بأنعم الله سبحانه وتعالى، فالصبر من اجمل وارقى واعلى درجات الشكر، فان لم يشكر العبد ربه بلسانه فليشكره بصبره وثباته.
والعبد الذي يتأوه من نعمة المطر الا يستحق البلاء، وان كان بيته من طين او كان المطر سببا بسقوط سقفه او غرق بيته لكن هذا لا يعطيه حق الاعتراض، فلا تصبوا جام غضبكم على المطر بل لتكن عقولكم واسعة ولتفهموا ان (نوري) جاء بعد (صدام) ليسكنكم في شوارع وبيوت متهالكة بدون مجاري ولا تصريف فستذهب بيوتكم في مهب الريح كما ذهبت مياه الامطار بدون ان تنفع الحرث والنسل والزرع وو..
ويذكرني هذا الامر، بقول البعض حينما كان تنقطع الكهرباء في زمن الهدام فيقولون: (خرب صدام) واذا غرقت شوارعنا الان فماذا تقولون: (خرب نوري)؟! واشكروا الله كثيرا ورددوا: ( يا دنيه دوري دوري ... يا فُقرة ثوري ثوري... يانوري وين البوري) بوري المجاري اللي يخلصنا ويخلصكم من مياه الامطار ولنقول في نفس الوقت : ((شكرا لله على المطر .. وحمدا لله على الخطر ... وجنبنا الغفلة والبطر... واغدقنا بالامن والثمر... وخلصنا من (النوري) والزُمر(( .