توافدت اليوم الجموع المؤمنة على (الحنّانة) لا لتسلم على قائدها فحسب، بل لاسباب اخرى منها:
اولا: تنهل من بركات منزل ابيها الصدر الذي اخرجها من الظلمة الى النور.
ثانيا: ان تلك الجموع مشتاقة الى معين الحوزة وهدايتها.
ثالثا: ان قدوم الجموع وهي ملهوفة القلب دامعة العين أغاظ العدو ايا كان، فانه ما تطؤون موطئا يغيظ الكفار الا وكُتِبَ لكم عمل صالح.
رابعا: ان زحفهم اثبات طاعة وولاء لحوزتهم وخطهم المبارك.
خامسا: قد يدعى البعض ان مجيئهم مجرد عاطفة خالية ليس الا، لكن هذا اليوم كانت عاطفتهم مُرصّعة بالتعقل والتنظيم.
سادسا: ان زيارتهم هذه كانت للوعة الفراق فقد يقال انها لا تتكرر ثانيا، فنقول: باب ال الصدر مفتوح وحبهم مجبول فانتظروا إنا معكم منتظرون.
سابعا: على الرغم من الجراحات التي تملأ قلوبهم جراء الامن المفقود والحق المسلوب الا انهم جاؤوا وقلوبهم عاشقة فان دل على شيء فانه دليل على (التضحية).
ثامنا: في وصول الجموع الى منزل مرجعهم واحضان حبيبهم المقتدى رسالة واضحة الى كل من يراهن ان التيار انقسم وتشتت، فقد اثبتوا انهم باقون ويا (فلانيون) انتم زائلون.
ثم كأني بقائدكم يوجه الشكر لكم وقلبه مفعم بحبكم والاخلاص لكم مادمتم بالحق تتمسكون، والاعتذار ان بدر من جميع المستقبلين لكم اي تقصير او قصور.