يقال ان (مطيرچي) اعتلى كرسي الرئاسة وكان يحاول جاهدا ان يتأقلم مع وضعه الجديد الذي رفعه من الضعة الدنيوية الى رفعتها.. ظل يحاول ويحاول ويحاول.. لكن لم يستطع فكلما جلس على الكرسي الرئاسي وضع اصبعه في فمه ليصدر صفيرا عاليا وكأنه ينادي الحمام او يشير اليهم.
(المطيرچي) بالامس قد اصدر صفيرا عاليا فكاد ان ينطبق عليه: (وما كان جلوسهم عند الكرسي الا مكاءا وتصدية) وكأني به قد حن الى ايام زمان حينما كان يجمع التبرعات او تتصدق عليه بعض الدول بدوانق من هنا وهناك
ولعل العبرة المستفادة من هذه القصة ليست الرد عليه فقط لتصريحه الاخير ضد رمز العراق بل يجب ان نستلهم منه قاعدة: (ان لا تقرب بين البئر والبالوعة) عفوا او قل: لا تقرب بين المفجوع الذي لا يعرف الا جمع المال وبين (كرسي العراق المقدس) والا صارت (فرهود ماله والي)
وسوف لم ولن يتأقلم مع اجوائه الجديدة التي ما كان يحلم بها... وبدلا من ان يتعض ويحمد الله ويشعر بالمسؤولية صار مليئا بحب العظمة والتكبر حتى شعر انه (ابو الحروف) العفو (ابو السياسة) وصدق من حوله من (اللوگية).. كفاك!!! اي سياسة تلك، فهل جعلت العراق بمصاف الدول الامنة او العامرة او الغنية او حتى ما يطلق عليها بالعظمى.؟
كلا سياستك اوصلت العراق للسلب والنهب والقتل والتفخيخ والموت والخلافات والتهميش وووو.
مع انه من ابسط اسس السياسة والرياسة سعت الصدر والصبر حتى على المعارضين والمناوئين ولا سيما اذا كانوا اسيادك وقادتك ومن اسسها ايضا: ان تعترف بشريكك وان كان ناقدا لك.. ولو كنت تعرف ذلك لما استنقصت انت واتباعك في باص كتلة دولة القانون من سيدك وقراراته وابتعاده. فكان حري بك ان تدعوه للتعاون وبناء العراق والراي والراي الاخر وهكذا.. ولكنك ما زلت تحن للمطيرچية وايام جمع التبرعات...
والاعجب من ذلك فان اتباع ال الصدر الذين انتقد قائدهم لم يجمعوا امرهم بينهم كالمعتاد وقد يصل الامر للخذلان كالخذلان المحتمل في يوم المظلوم او كالخذلان الفعلي في صلاة الجمعة وعلى راسهم (حزومي) وغيره... وعذرا على الصراحة