ما فائدة اقامة الشعائر الحسينية وغيرها اذا ما ماتت الضمائر، فهي كالصلاة التي يأتي بها المكلف وهو لا ينتهي عن الفحشاء والمنكر او كالصوم مع الاتيان بالملذات من هنا وهناك او كحاج الى بيت الله الحرام وهو يجوب الاسواق ليملئ حقائبه هذا وان المهم في البين ان لا نتمسك بالقشور ونضيع الجوهر واللب، فمن اضاعهما فقد اضاع الطاعة والحق معا وهو كساع الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه فحقيقة الشعائر ليست لمجرد اللطم والبكاء والحزن، نعم ان من بكى وابكى وتباكى كتبت له الجنة لكن لا ان ياتي بفاحشة او موبقة لتذهب بما اتى وما سياتي، وان كل هذه الشعائر حقيقتها هو (احياء الذكر) وهداية وكسب الاخرين، اما ما يقوم به البعض وكذا القنوات الفضائية التي تحولت الى لطم وعزاء طيلة الليالي والايام او عرض (مسلسل المختار) لعمل لا يمت الى احياء الذكر ولا لكسب الاخرين بصلة، بل ولّد ذلك مللا ونفورا من الكثير ليس من هذه القنوات بل الملل من تخصيص المذهب وتحييده بتلك الشعائر والمسلسلات العجيبة وكأن المذهب لا يحتوي الا عليها كما فعلت الحوزة الساكته من جعل الحوزة لاربع وهي: (الاستخارة وقبض الحقوق وصلاة الجماعة والدرس) ولاجل ذلك فان التمسك بالشعائر المهمة وترك الاهم يعني تحول المذهب الى مذهب ساكت كما تحولت بعض الحوزات الى حوزة ساكتة.
وهنا فقد نقل لي قائدي عن بعض ارحامه: بانها دخلت على السيد الشهيد (قدس) قبل (يوم) من وفاة الزهراء حسب ذاكرتي وهي مرتدية السواد، فقال لها (قدس): اترتدين السواد؟، قالت: نعم، فغدا وفاة الزهراء عليها السلام، فقال لها: لا داعي للبسه الا في يوم الوفاة (انتهى)، ثم لتعلموا وعلى سبيل المثال لا الحصر فان السيد الشهيد كان يقيم العزاء في الذكرى الثانية لوفاة الزهراء فقط، وكذا التعطيل الحوزوي لكي لا يكون مفرطا في شي من جهة ولكي لا يحصر احياء الذكر بمجالس العزاء واللطم بل قد يكون احياء ذكرهم او ذكرها في احدى دروسه او بتسبيح او دعاء معين او قد يكون ذكر قلبي او معنوي وما شابه.
فيا ايها المدعون لحب الزهراء واهل بيت الرسول (صلوات الله عليهم اجمعين) احيوا ذكر اهل البيت بما كتبو وسنوا لنا من احكام وقوانين واخلاق وتربية وباطن لا بما تمليه عليكم شهواتكم وسياستكم وواقعكم فان افات المجتمع كثيرة وتحتاج الى تقويم صحيح لا معوج فاهل البيت لم يكونوا عدائيين ولا يريدون ان يكون في ذكرهم (وكز ونغز) واذى حتى لاعدائهم فضلا عن اتباعهم، وسيرتهم ملأى بالحكم والمواعظ لا بالجهاد فقط، والا فنكون بذلك قد ظلمناهم وهذا اعلى مراتب الظلم فالزهراء عليها السلام على الرغم من مظلوميتها وكسر ضلعها فان لها من الحكم والمواعظ والعفة والطاعة والتهجد والسيرة ما يفيض على كل العالم بالهداية لو عرف (الخطيب) ان يتكلم فالزهراء من نورها الاكوان تزدهر....