القابض على دينه كالقابض على جمرة من نار.. فما الذ تلك النار التي تؤجج في يدي وكأنها ماء صاف ورقراق وبارد اشرب منه فارتوي، فان عذاب الدين احلى عندي من الشهد ولهو خير لي من كل الملذات والراحة الدنيوية التسافلية وما تلك النار الا لكثرة البلاءات والابتلاءات التي تعصف بالمؤمنين فمن ثبت منهم نجى ومن تزعزع هلك، وما بيان سماحة السيد وكلمته وما قام به من فعل بطولي جريء الا احدى تلك البلاءات التي اصابتنا من جراء ما فعلنا.
ولست هنا لاسرد عليكم الاسباب التي دعته الى اتخاذ هذا القرار وخصوصا ان بعضنا قد يعلم ان ذلك لم يكن (اعتزال) فهو (مازال) بيننا وفينا.. ولنحمد الله سبحانه وتعالى انه لم يحل بيننا وبينه الموت او الشهادة.
بل اني اريد ان انبهكم الى امر اهم من ذلك كله، من حيث ان (غيبة الامام) كانت لاسباب عديدة، ولذا على المكلف او المجتمع ان يزيل تلك الاسباب التي كانت مقدمة لغيابه وبامر الله تعالى، وكل من يسعى لتحقيق الظروف والبيئة المناسبة للظهور فهو من الممهدين للامام لا بنشر الفساد والفتنة بل ان الامام لا يظهر الا مع جهوزية ثلة تكون له عونا وجندا.
وكما يقال: (بلا تشابيه) فان ابتعاد قائدنا عنا لا يقتضي التشتت والتشرذم وانتشار الخلافات وترك الجمعات وانهاء كل المنجزات، بل ان قائدنا اسس لنا الاسس وخط لنا قواعد وثبت لنا المشاريع كخطوط عامة بعضها خضراء نستمر عنها واخرى حمراء نحيد عنها.
ثم يجب ان نسأل انفسنا: ماذا يريد منا قائدنا وكيف يمكن ان نوفر له البيئة الملائمة والطرف المقبول لكي يعود بين احضاننا ليكون لنا معينا ونكون له جندا.
هل ترك صلاة الجمعة مثلا يرضيه وهو ابن القائل:(استمروا على صلاة الجمعة) ام هل يرضيه ان تتشتت اصواتنا في الانتخابات وهو الذي كان يأمل بكم ان تنصروه بما لا يقل عن (٧٠) كرسيا في البرلمان تملؤه نفوس مؤمنة شجاعة مطيعة قد نست الدنيا وزخارفها.
ام ستبقون على (الطفكة) والقيل والقال والاعتراض على اوامر القائد والارجاف بين القواعد الشعبية لال الصدر الكرام والسعي خلف الدنيا كاللاهثين خلف المال المشبوه او كترككم لتظاهرة اسس لها قائدنا لنصرة المظلوم سنويا فهل انتم ممن يترك المظلوم اذا غاب عنه قائده؟!.
فلنكن امة واحدة عزيزة ذات كرامة وتفهم لما يريده اسيادنا وان لم يصرحوا، فان قائدنا وان ابتعد فاننا سنبقى ممن يستنير باقواله وافعاله وممن يستمر على نصرته ونصرة ابائه واجداده والا فاذنوا بحرب من الله ورسوله... اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد