هناك معاني باطنية جميلة، اذا اتصف بها الانسان او الفرد استطاع ان يقطع من الطريق الى الله جل جلاله وطرا صغر ام كبر.
احدها: الزهد، بمباهج الدنيا الدنية، بيد ان الزهد اما اختياري واما الاضطراري، والاول هو الزهد الحقيقي بمعنى ان تملك وتستطيع فعله لكن تتعفف عنه، ولعل الثاني قد يسمى فقرا او ما شئت فسمه
ثانيها: نهي النفس عن الهوى والابتعاد عن مزالق الشيطان، وهذا لا يكون بالتمني او الوهم، بل طريقه صعب مستصعب، يقوم الانسان به بتغيير طباعه السيئة بواسطة الرياضات والمجهادات لتصفى نفسه وترقى روحه فيبتعد عن الشيطان فيجعل الله تعالى هو الهدف الوحيد، وكما ورد: خطوة من العبد والباقي على الرب، اي على العبد ان يرغب بالسير والتكامل وعلى الله التوفيق.
هكذا هي طرق الله: صعبة وجمالها بصعوبتها ولذتها بمعاناتها فان لم تذق برد الماء في جنح الليل لكي تتوضاء او لم تذق طعم السهر لتنعم بدقائق مع المعشوق او تذق شغف العيش لترضي المحبوب فلن تستطيع التكامل وسوف تذوب مع ترك هذه الامور وتنصهر في النفس الامارة بالسوء وترتع في مهاوي الشيطان وكذلك حال كل تكامل حتى الديمقراطي منه، فالمخلصون الذين يريدون (التغيير) ان لم يتكاملوا اخرويا وديمقراطياً فانهم سيبقون في احضان الشيطان و (الدكتاتور) وسينصهرون فيه راغبين بمغرياته ورواتبه والعمل معه ومساندته في طائفياته وظلمه وتفرده
فمن شاء (التكامل) او (التغيير) فعليه ان يخطو الخطوة الاولى نحو ذلك والا (فالتغييب) مصيره ومصير كل المنتمين اليه من قريب ومن بعيد.
اذن خطوة التغيير من العبد والباقي على الله، فاسعوا ايها الاخوة جادين نحو التغيير الاخروي والديمقراطي سعيا حثيثا بالوحدة والتكاتف والتاخي والتنافس المشروع والادلاء بالاصوات في صناديق الاقتراع على نحو مدروس ومنظم واطيعوا حوزتكم وقاداتكم ولا تقولوا قولا ولا تفعلوا فعلا يؤدي الى ضياع هيبتهم واصواتهم فهذه جريمة ستندمون عليها ولا يغيير الله ما في (التيار) حتى يغيروا ما بانفسهم من ضغينة وعداء وتكبر ونظرة ضيقة وتمسك بالتعيينات والاموال منجرين خلف هوى النفس الامارة بالسوء ليتحولوا الى افق واسع وعلم ودراية بما يدور من حولهم والا سيكون التغييب مصيرنا ومصيرهم