على الرغم من طغيان (الهدام) ودكتاتوريته وظلمه المفرط، فان شهيدنا الصدر حينما سمع ان (الشيخ حسين السويعدي) رحمه الله تحت سياطهم وهو على ابواب الاعدام ارسل لهم وفدا للمطالبة باخراجه من السجن وحينما اعتقلت الحكومة الصدامية بعض ائمة الجمعة انبرى السيد الشهيد ومن خلال خطبة صلاة الجمعة للمطالبة باخراج المعتقلين كما انتم تعلمون.
نعم، هي مواقف ابوية قيادية اتبعها مرجعنا الصدر في تلكم الاوقات العصيبة، فان تلك التصرفات الحكيمة مع المعتقلين هي التي يجب ان نقتدي بها لنتصرف مع معتقلينا في هذا الزمن فلابد من المطالبة بالافراج عنهم تارة وارسال الوفود للافراج عنهم ولا سيما مع وجود التشابه في مظلوميتهم من جهة وظالمية الحكومات من جهة اخرى وهذا ما فعله الصدر القائد حينما طالب بالافراج عنهم من خلال صلوات الجمعة او الاستفتاءات او حتى اللقاءات الصحفية وكذا: (الكصكوصة) وغيرها كثير بل وفيما مضى وقبل تربع (المخبول) على الكرسي كانت هناك تفاهمات كثيرة من اجلهم بل ولازالت لكنها ليست مع (نوري) بيد ان شهيدنا الصدر (قدس الله سره) قد غض النظر عن بعض المعتقلين من جهة اخرى، فقد نقل لي قائدي: انه بعد ان اعتقل احد منتسبي الحوزة العلمية ذهبت للسيد الوالد فاخبرته بذلك فقال لي بما نصه: (خلي يتأدب)..
اذن ليس المناط في المطالبة والمساندة هو الاعتقال بصورة مطلقة، بل ال الصدر قوم يستطيعون التفريق بين الغث والسمين وما بين الصالح والطالح، ويعرفون المحق فيساندوه ويعلمون الباطل فيتركوه.
فلنتأدب بأدبهم ونتخلق باخلاقهم، ولا نشطط ونتبع الهوى فنظل ونخزى، ولابد لنا ان نترك النزعة (العشائرية) التي قد لا تميز بين الصحيح والخطاء فتهب مدافعة عن المنتمين لها سواء اكان على الحق ام جانبه ونسال الله ان يفرج عن كل مقاوم شريف، بل ونطالب كما طالب قائدنا بالغاء احكام الاعدام بحق كل معتقل مطلقا وان كان مذنب فعليه بالقيام بالطرق الشرعية كدفع الدية والتراضي والصبر على السجن لعل فيه تذوب الذنوب ولا سيما في هذا الشهر الفضيل وعلى المعتقل ان يلتزم بمنهج عبادي بحيث اذا خرج من تلكم القضبان يخرج ناصعا تائبا بثوب جديد قد تخلص من كل الاوساخ والادران.. واعلموا ان قلوبنا معكم وسيوفنا لن نشهرها ضد احد سوى على ما امرت به حوزتنا وقائدنا