من الغريب بل من المحرم ان نسمع أصواتا تنفي او تستبعد ان (قصفا) امريكيا طال (سرايا السلام)، فكأني بهذه الاصوات تحسن الظن بسيدة الارهاب وراعية الظلم في العالم والتي تسعى لجعل العالم قرية بين يديها.
بل ان من المنطقي ومن المطلوب شرعا عدم حسن الظن بامريكا او التحالف الدولي، فكما قال قائدنا يوما: (لو كان اصبعي أمريكيا لقطعته).
وطالبنا سماحته ايضا بأن نعاديها ولا نحسن الظن بها، فهي لم تأبه يوما من الايام للشعوب المظلومة، ولم تكُ راعية للديمقراطية، ولم تأتِ لمحاربة (المواعز) بل ان لها مصالحا تريد اذكائها ومداراتها٠
اذن فان الاسراع في نفي هذا القصف الامريكي لا يخلو من احد احتمالين:
١- حسن الظن بامريكا، وهذا حرام وممنوع.
٢- انه مبني على ادلة.. فاين هي؟.
وعليه فننتقل الى المرحلة الثانية من النقاش بعد ان علمنا ان القصف يجب ان نذره في عالم الامكان، بل لعله في عالم التحقق صار لزاما ان نحلل ذلك القصف:
فانه اما ان يكون (البوادر) الاولى وباب جديد لاستهداف الجهات المقاومة، او هي مجرد حادثة نادرة من (النوادر) التي قد حدثت اشتباها وسهوا، ولكن لا ينبغي ان نلجأ للتحليل الثاني، فهو لا يخلو ايضا من حسن ظن بامريكا واسلحتها وتحالفها.
فهي لا محالة تملك الدوافع الكثيرة التي تستدعي قصفها للسرايا او شبيهاتها من جهات المقاومة الحق التي وقفت ضد الاحتلال انذاك.
ولذا يجب الحذر كل الحذر من تلك الفرص التي اتاحتها امريكا لنفسها لتستطيع استهدافنا في اي زمان ومكان، ولا ينبغي اغفال ذلك على الاطلاق، فان ذلك قد يكون تعريض النفس للخطر.
ثم انه لا ينبغي بصورة او اخرى ان تزج الجهات المقاومة الحق في حرب تشابه اهداف التحالف الدولي، فتكون كواحدة منه، فهذا لا محالة يكون فيه ذل الاسلام والمذهب وتشويه سمعته.
وعليه يجب ان ننتظر ما يتمخض عنه صراع الارهابيين فيما بينهم بدون الميل لاي طرف، والبقاء على التأهب دوما وصد اي هجوم من كلا الطرفين، ولا سيما التواجد البري للمواعز، هذا ولكم الشكر على حسن قرائتكم وارجو ان لا تفسروا مقالتي هذه حسب الاهواء والميولات.