كثيرا ما عانى المجتمع الاسلامي من ويلات الافكار الغربية ومخططاتها اللئيمة، بل وان اثارها باتت جلية وواضحة لكل ذي نظر
ولعل من اخطر هذه المخططات هي التي تجعل الفرد مرددا بين امرين قد يعتبرهما خاطئين ولا ثالث لهما.. كالقبول بالتدخل الامريكي لانهاء المواعز واما في حال رفض التدخل فانه سيقع بيد شذاذ الافاق او كالقبول بالانفتاح والحرية الغربية والا الوقوع في فك التشدد (الاسلامي) وغيرها مما هي نتائج الرضوخ للافكار والمخططات الغربية
كلا، فان هذا الكلام يحتاج الى (تحذير) كل من يفكر بهذا التفكير، فانه بغض النظر عن الامثلة والمصاديق، فمن الضروري جدا الالتفات الى ان هناك قواعد اسلامية عامة يجب اتباعها في مثل هذه الامور وان كانت بتصور البعض هي قبيحة، فتدخل (الكفار) والرضوخ لهم (محرم) مهما كانت النتائج والاليات ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا
لذا فاياكم و (التخدير) والانبطاح الذي قد ينتج من تلك الافكار المسمومة التي يبثها الغرب وادعياؤه ضد الاسس الاسلامية الحقة
نعم، خير الامور الوسط حب التناهي شطط، ولذا صار لزاماً علينا ان نخرج من خيارات الغرب فلا نكون من ذوي الافكار المنفتحة او الانبطاحية ولا نكون من ذوي الافكار التشددية التي تسيء لسمعة الاسلام في نفس الوقت
وان كوننا وسطيين فانه لا يعني بالضرورة الانعزال وترك الامور على ما هي عليه فنكون قد اضعنا كل الخيارات من ايدينا وهذا ما يسبب الندم لا محالة ولعل ذلك ما اسماه الشهيد الصدر (بالعزلة السلبية)
وانما المنحى المقصود من عدم الانجرار الى طرفي التشدد او الانحلال هو منحى: (الاستقلال) والخروج عن التبعية والعبودية الغربية او التبعية للنفس الامارة بالسوء وما الى ذلك
ولا يتصور البعض منكم ان هذا المسلك بالسهولة والسلاسة ولا سيما وهو يحتاج الى وعي وفكر وشجاعة يجب ان يتحلى بها الفرد لكي يستطيع الخروج من عنق الزجاجة
الا ترون ما تحمله قائدكم من ويلات الوسطية والاعتدال ومسك العصا من المنتصف، فان مواقفه تلك تسببت بحرب اعلامية همجية ضده وضد افكاره حتى انها سرت الى بعض من يدعي موالاته في بعض الاحيان فانه لازال يرفض التشدد المقيت وفي نفس الوقت رافض للانفتاح والتحرر الفوضوي كما انه يرفض التدخل الامريكي كما يرفض وقوع العراق وشعبه بيد التشدد الارهابي وفوق كل ذا وذي فانه لازال من دعاة الوحدة بين ابناء المذهب الواحد او بين ابناء الدين الواحد او بين كل الافراد الذين يجمعهم عنوان الانسانية مستوحيا ذلك من قول امامه امير المؤمنين عليه السلام حيث يقول: (الناس اثنان اما اخ لك في {الدين} او نظير لك في {الخلق}...)
ولكي نبقى على نهج ال الصدر الكرام ومدرستهم يجب ان لا تستهوينا ملذات الغرب ولا نعطي العنان لانفسنا فنكون ذوي تشدد ضد مذهب او دين معين فيهلك الجميع وما من مستفيد الا الثالوث المشؤوم والغرب فاننا بذلك نغذي وننفع وندعم افكارهم من حيث نعلم او لا نعلم... وكيف لا نعلم وما يحدث فينا الا امثلة جلية لذلك فاياكم والغفلة، فما هلك الا السادرون في الغي والظلال... اللهم لا تكلنا الى انفسنا فانت الراحم والمنقذ فافعل ما انت اهله ولا تفعل بنا ما نحن اهله يا رب العالمين
تحذير.. وتخدير بقلم: صالح محمد العراقي
12/10/2014 08:15:00
عدد القراءات : 7448