حرب تدور رحاها في ارجاء المعمورة، حرب طاحنة تأكل كل ما يكون في طريقها بلا هوادة، حرب عمياء لا ترى الا ألسنة اللهب والرقاب المتناثرة فيها ، وفي خضم ذلك يقوم بعض المجاهدين بعملهم لدفع الضرر، او حب الوطن او حب الدين او العقيدة وما الى ذلك من عناوين مهمة يجب مراعاتها ، لكن الاهم في كل ذلك، هو ان يكون الاشتراك في تلك الحرب والانخراط في الجهاد الدفاعي (قربوي) اعني: (قربة الى الله تعالى جل شأنه)، حاله حال جميع العبادات الاخرى، وكل العبادات يشترط فيها المحبوبية والقربوية لا محالة ، ومن ثم ان من يقوم بتلك العبادة اما ان يجعلها خالصة لله سبحانه وتعالى او خالصة لغيره او يشرك في ذلك احدا، كالغاضبين على بعض القنوات الفضائية التي لم تذكر (السرايا) وكأن الجهاد يحتاج الى فضائيات واذاعات ناسين ان افضل الخلق محمد بن عبد الله ذهب من دون كامرة او عدسة الا (العَدّٓسة الالهية المقدسة) وان الله يرى ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها واثاب فاعل الخير وعاقب فاعل الشر لا محالة فلعل الجهل استشرى حتى يطلب البعض ان يرى الاخرون العمل الصالح (الجهاد) ونسوا (الله يدري لو ميدري) فكل عاقل يزج نفسه بالمحرقة لا يطلبن الا رضا الله اولا واخرى فلا تبطلوا اعمالكم وجهادكم بالرياء، بل ان وقع عليكم الحيف من بعض الفضائيات فذلك يزيد من ثوابكم وكمالكم ويكون ذلكم مقدمة لانتصاراتكم ، لكن هذا لا يعني اندثار الجهة الاعلامية للمجاهدين في اي مكان وبالطرق التي ترضي الله عز وجل.. ولتعلموا انه مهما كان (المنتَصِر) ومن اي جهة كان فانه ان كان عمله مخلَصا لله جل وعلا فان الانتصار لن يكون له بل ان المنتَصِر هو الدين والمذهب والوطن والتعقل والاعتدال وليس (العهد) او (الاتجاه) ولا (الاضواء) انما النصر هو الطاعة والاخلاص... والسلام على اهل السلام
فلا تنتظر (جوابا) على جهادك او مديحا او نشرا بل انتظر (ثوابا) اخرويا من لدن رحمن رحيم خبير بصير بعباده..