سمعت قبل فترة ليست بالوجيزة ومن خلال احدى الفضائيات بعد ان وُجِّهَ لاحد النقاد والمحللين السياسين سؤالا مفاده، ماذا تأمل ان يكون العراق، فاجاب: اتمنى ان تسير الفتاة مع (حبيبها) على (الشط) ويكرزون حب على راحتهم ومحد ينتقدهم.. هذا فحوى ما قال.
واضيف: ان اغلب الذين يبغضون التعاليم الدينية الاسلامية وغير الاسلامية انما يبغضون القيود التي تفرضها تلك الديانة ايا كانت، وبالتحديد: (الحجاب) و (المشروبات) فان اعطوا تلك الحريتين فلعلهم يتوقفون عن قذف الديانات بالتشدد ولا اعتقد ذلك.
بل انهم اذا اعطوا شيئا من الحرية ارادوا المزيد، كالفقير الذي كان يتلظى على الدنانير القليلة وما ان تعطيه اكثر من رغبته حتى يطمع بالمزيد ولن يرضى بالكثير فضلا عن القليل مستقبلا.
فان جل المهم هو الخروج من بوتقة الحدود الدينية الى فضاء الحرية الشهوية الفوضوية التي ستعطيهم كامل الحرية باتباع الشهوات بلا رادع، لكي يجعلوا من انفسهم العوبة بيد الملذات ويستعملوا النساء لقضاء نزواتهم فيصيروها بضاعة مزجاة للجميع.
ومثل هؤلاء قد اعطوا لشهواتهم العنان واوكلوا انفسهم لانفسهم فتفاقمت تسافلاتهم الدنيوية والاخروية حتى وصلوا الى الالحاد في بعض الأحيان متحججين بفساد المتدينين، وكأن الدين يؤخذ باتباعه لا بأسياده.
حتى وصل الامر بالتهكم على المعصومين وتغافل دورهم، فقام (الزنيم) بشتم الامام الحسين والاعتراض على البكاء عليه بعد مئات السنين، وما ذلك الا لانه اغفل عدة امور:
اولا: تسافلت اخلاقه ووصلت الى الانحطاط فنسي الوفاء الى من ضحى بدمه من اجله واجلنا. حتى استخسر فيه البكاء وتخليد ذكراه.
ثانيا: اغفل عن عصمة الامام حتى ظن ان الامام يفكر بتفكيره المنحط، من الركون للدكتاتور والظالم بل وللنفس الامارة بالسوء.
ثالثا: نسي انه قد زل عن طريق الهداة، فتوجه بالسباب ضد الامام ومقيمي الشعائر ونسي ان يوجه الاشكال لمخلدي (ماو) و (ايزنهاور) و (جيفارا) و (لينين) الذين ما زالت اممهم تخلدهم وتطبع صورهم على العملات وتخلدهم بالتماثيل وهم لم يقدموا لاممهم بقدر ما قدم الامام الحسين لامة جده رسول الله (صلى الله عليه وعلى اله).
رابعا: نسي ان ما يعتنقه من افكار تفرض عليه عدم التدخل باراء الاخرين وقمع حرياتهم ولا سيما بهذه الطريقة التي تنم عن فساد الخلق والضمير، فما يضرك ان احب الناس شخصا وخلدوه سوى خوفا من ان يقمع شهواتك وملذاتك ايها الجاهل.
خامسا: نسي ان ما فعله من تعدي على الامام هو تشبه بـ (المواعز) اولي الذبح والتخلف واللحى الطويلة التي تنبئ عن الحمق.. والحمق داء ليس له دواء.
فهنيئا لك تطابق افكارك مع المتخلفين والارهابيين وقطاع الرقاب.
سادسا واخيرا وباختصار: نسي ان ما قاله يستحق معه العقاب قانونيا قبل العقاب الشرعي.. لكنه لم ينسَ اننا افتقدنا لمرجع ناطق لو انه كان فينا لجعله مثل سلفه صاحب الايات الشيطانية... لكن الى الله المشتكى.
اللهم لا تكلنا الى انفسنا طرفة عين.. وان كنا مستحقين ففرج عن امامنا المنتظر عسى ان يكون مثل هؤلاء عبرة لمن اعتبر.