نجد الكثير من الابواق الاعلامية قد اخذت على عاتقها تهوين واضعاف (الشعائر الحسينية) وفي مقدمتها البكاء على مصائب اهل البيت وما وقع عليهم من حيف وظلم من جبابرة الارض وقد سمعت من تلك الابواق بعض الاشكالات التي قد يقتنع بها بعض ذوي العقول الساذجة، ودفعا لهذا الاحتمال احببت ان اعرض عليكم تلك الاشكالات مع جوابها وردها:
الاشكال الاول: ان البكاء منهي عنه من قبل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، حينما منع بعض ذويه من البكاء على الميت، فاجيب:
١- البكاء على غير المعصوم لا يخلو من اشكال لا سيما مع ملاحظة النقطة الثانية، اما بالنسبة للمعصوم فالامر مختلف تماما، وخصوصا بعد الالتفات الى ان فقده ليس كفقد اي احد منا، فان وجوده نعمة وسلبه عنا نقمة
٢- البكاء قد يكون اعتراضا على الله وبلاءه او قل جزعا فهذا محرم وان كان على المعصوم، اما ما نقوم به فهو ليس من الاعتراض ولا من الجزع في شي
٣- اننا اذ نبكي انما نبكي انفسنا وتقصيرنا وسلب نور الله منا، ولسنا نبكي على المعصوم فهو بين يدي ربه، او انما نبكي فنبكي لما وقع على المعصوم من حيف ولم نستطع له ردعا ولا ردا
الاشكال الثاني: ان في البكاء اعتراض على القضاء والقدر، وهذا يجاب مضافا على ما سبق بما يلي:
١- ان لا يكون عدم البكاء رضا بما فعله الباطل واهل الباطل امثال ابن ملجم ويزيد وال سفيان لعنهم الله وغيرهم، والا فقد يحرم عدم البكاء.. فانه من سمع واعيتنا ولم ينصرنا (ولو بالبكاء) اكبه الله على منخريه في النار
٢- اذا كانت هناك عناوين ثانوية للبكاء كبيان المظلومية او ان البكاء يكون تخليدا للحق فان ذلك ينفي الحرمة ان وجدت وبالتالي لا يكون جزعا ولا اعتراضا
٣- انما يحرم البكاء اذا نوى الباكي الاعتراض ولا اظن ان ذلك يصدر الا من بعض الشواذ والقلة القليلون والعياذ بالله
الاشكال الثالث: ان البكاء بعيد عن خلق المعصوم من التحلي بالصبر، ونجيب:
١- فاطمة الزهراء (بضعة المعصوم) وبضعة المعصوم معصومة، وقد بكت اباها ليلا ونهارا، وهي سيدة الصابرين والصابرات
٢- البكاء ليس من الافعال المنافية للصبر غالبا وخصوصا اذا كان بالمستوى المعقول وبما يتناسب مع فقد الهادي والمنقذ اعني المعصوم
٣- ان الصبر على المظالم ليس امرا مطروحا على الاطلاق بل هو ممقوت، فاذا ضممنا اليه ان بكائنا لتبيان الظلم وانه شعار المظلومين في زمن لم يستطيعوا فعل غيره لم يك من الجزع ولم يك منافيا للصبر
ومن هنا نورد اشكال على تلك الابواق الملئى بالحقد، انه لماذا تصب جام غضبها وحقدها على (البكاء) لا على (المكاء) والمكاء هو الصفير وهنا اعني به الغناء والرقص والمجون ايها احق بالحرب (البكاء) ام (المكاء).. لكن انى لهم محاربة ما يتوافق مع شهواتهم وملذاتهم وقد احلوه على انفسهم كما قد حلله من قبلهم (ال سفيان) ومن بعدهم ممن كانوا يطلقون على انفسهم (حكام المسلمين) فهم ذرية من كان المجون في قصورهم ونحن اتباع من كان القران ينزل في بيوتهم فالف الف عين بل الملايين يجب ان تندبهم وتبكيهم فوا محمداه ووا علياه ووا حسناه ووا حسيناه سنبكيكم ما بكتكم الارض والسماء وحزن عليكم العرش والملائكة الحافين به فسلام عليكم ايها الخالدون