من الواضح ان هناك بوناً شاسعا بين درجات التعبير عن الحب والعشق، وهذا امر متسالم ومتفق عليه، ولم يرد اي اشكال عن من جن بفتاة فيترك الشراب والطعام بل وان منهم من انتحر
وان هناك الكثير من وصلت بهم درجة الحب الى التضحية بالغالي والنفيس والنفس من اجل الوطن او اي شي اخر، وهذا ايضا غير منتقد على اي حال.
وهناك من يستعمل شتى الطرق للوصول الى هدفه الدنيوي المنشود وَإِنْ كانت تلك الطرق غير مُقرّة عقلا او شرعا، وما من عتب عليه غالبا
ثم انه كم من ملوك وسلاطين وحكام طلبوا من عبيدهم واتباعهم اثبات الولاء بشتى الطرق والاساليب وعلى رأسها الانتحار او العمليات الانتحارية وفعل ما هو مشين، وان فعلوا فما من مُستشكِل ولا مُستغرب٠
لكن ما ان اردنا التعبير عن حبنا وعشقنا لاهل البيت عليهم السلام تسلطت الالسن علينا ورُفِعَت بوجهنا البنادق وسُنَّت ضدنا القوانين بل ولُغِّمت علينا السيارات وغيرها وصار التطبير الذي ان دل على شيء انما يدل على الجهوزية التامة للتضحية عبارة عن شرك وتصرفات غير حضارية برايهم٠
وما ان اردنا ان نثبت لاسيادنا المعصومين ندمنا وتقصيرنا بين يدي الله جل وعلا وبين ايديهم حتى سمعنا ولاقينا ما نلاقي٠
وانا على يقين انه ان راى المعصوم تلك الشعيرة، اعني: (التطبير) حتى يصل الى درجة من القناعة العالية التي تعطي انطباعا واضحا عن استعداد اتباعه ومخلصيه وجنوده، مضافا الى درجة من المواساة لما وقع عليهم من ظلم ال سفيان ويزيد وغيرهم لعنهم الله٠
فان (التطبير): ولاء واخلاص وحب وعشق وتضحية ومواساة وتعبير واثبات، الا ان الخيانة العظمى هي ان لا تكون تلك الشعائر الا خدعة، فيكون القائم بالتطبير قادرا على التطبير الا انه غير قادر عن حماية الدين والذود دون مهجة المعصوم وحياته وحياة مُتعلّقيه٠
فتلك خيانة وخديعة، فان الذي لم يدخل التنور بامر الامام وان كان عاصيا الا انه اهون من ان يوحي للامام باستعداده للتضحية وان جد الجد -كما يعبرون - يلوذ بالفرار.. فنكون حينئذ ممن (دعونا لينصروا فَعَدوا علينا قاتلونا)، او يخذلوننا٠
فحيا الله كل من طبر وهو قادر على التضحية وحيا الله كل من طبر وهو مستعد للدفاع عن الاسلام والمسلمين لا كالذين يطبرون واعداء الله تنخر بالجسد الاسلامي وهو لاهٍ عنهم وخائف منهم٠
فالتطبير رمز التضحية لكن لا تزيدوا ما لم يقره علماؤكم والصالحون منكم فتكون فتنة والفتنة اشد من القتل.. وتقبل الله عملكم ورسوله واهل بيته ايها المطبرون واستمروا على شعائركم مع الاستمرار على واجباتكم الشرعية والله لا يهدي القوم الظالمين٠
ولذلك فانهم - اي الظالمون- يصبّون جام غضبهم على تلك الشعائر التي ترعبهم وتبين ظلمهم تاركين كل ما قلناه في بداية المقالة بدون رادع، فيُخلّدون (مجنون ليلى) ولا يخلدون عشاق الحسين وعقلائه.. لكن الله بالمرصاد