لست اريد التكلم عن رحمة الله التي وسعت كل شيء، بل اريد ان اتكلم عن امره الذي بين (النون) و (الكاف) ان قال للشيء (كُن) فيكون فهو كما وعد بالرحمة لمن اخلص من عباده وآب وتاب وعمل صالحا فانه وعدهم بالعقاب واعطاهم من (الوعيد) ما يجب ان يكون لهم رادعا ومحفزا على ترك المعاصي والاثام والذنوب والخطايا، فان تركوها فمن الممكن ان تشملهم الرحمة وان لم يستطيعوا تركها وقدموا شهواتهم ونزواتهم المنحطة شملتهم العقوبة الاخروية فضلا عن العقوبة الدنيوية المتمثلة بنزول البلاء وكثرة الابتلاءات الدنيوية
ولعل الكثير لن يجد ما اقوله صوابا، فيدعي قلة ذنوبه او الذنوب المجتمعية العامة او الخاصة وان الله لا شيء في ساحته الا الرحمة
اقول: نعم ان لا شيء في ساحته جل وعلا الا (الرحمة) ولو من باب ان العقوبة والبلاء لبعضهم رحمة، وهاك بعض ذنوب المجتمع لعلك تقتنع؛
١- كم نسبة المصلين الى تاركي الصلاة ؟
٢- كم هم الذين تركوا الصوم لحر او عمل او ما شابه ؟
٣- كم هم الذين نسوا صلاة الجمعة وهجروها ؟
٤- كم هم الذين باتت فريضة الخمس عندهم معطلة او لا يتداولونها بالطرق الصحيحة ؟
٥- كم هم الذين اقتنعوا بأفكار الالحاد والغرب وغيرها ؟
٦- ما هو ميزان الصدق في المجتمع.. ؟ اظن انه صار الصادق ساذجا والكاذب ذو حنكة وسياسة !
٧- اين الامانة في البين وسط تلك الامواج العاتية ؟
٨- اين التورع عن الدماء وسط هذا البحر الاحمر المتلاطم الذي تتحكم فيه الذئاب بالاغتيالات والتفخيخ ؟
٩- اين (الانسانية) والتعاطف واللطف والاخلاق، ؟ حيث صار الحق لا يؤخذ الا بالقوة وكل شيء ما عداها لا اثر له .
١٠- اين الامر والنهي والنصيحة التي يعتبرها الاغلب اذى ؟ واما الشتائم والتعدي فبات متعارفا ومستساغا !
١١- اين الجهاد الابوي حيث ملأت الارض طائفية وعرقية وحقدا ؟
١٢- اين ذكر الله الذي اندثر تحت طيات الدنيا ومغرياتها ؟
١٣- اين ورع الناس عن المحارم واين عفة النساء ؟
١٤- اين التمسك بالدعاء وانتظار الفرج... ؟ وها نحن ننسى قضيتنا فنسينا الله وانزل بلائه علينا، وان شئت ذكرنا لك ما هي البلاءات التي اصيبت بها مجتمعاتنا لكنك اعلم بها يا عزيزي القارئ .
عظم الله اجوركم بموت النفس اللوامة والمطمئنة وطغيان النفس الشهوية وتحكم الطغاة والظلمة والمفسدين... ! وشكرا