الصفة السائدة في عصرنا هذا وزماننا هذا هو التماشي مع ما يريده عوام الناس ومنهم من يتحاشى مخالفتهم، وكل ذلك لاجل ارضائهم او قل استرضائهم ليحصل على بعض المغانم الدنيوية ولا اقصد الاصوات الانتخابية فحسب، فان الامور الدنيوية اكثر من ان تحصى، ولست اقصد ايضا استرضاء الاخرين بما يكون طريقا لارضاء الله سبحانه وتعالى كما في قضاء حوائجهم ومعونة المحتاجين وما الى ذلك من امور واجبة ومستحبة حسب القواعد الشرعية بل ان ما قصدته هو التساير مع اخطاء المجتمع والتعايش معها بل والتفاعل معها وتأييدها لا مجرد التماشي والسكوت عنها.. وكلاهما امر خاطئ بما لا يحتمل الشك فتجد الشاعر على سبيل المثال يخصص جل اشعاره من اجل مدح تلك الاخطاء من حيث يعلم او لا يعلم وكذا السياسي بل وطالب العلم، متناسيا ان المدح الزائد تكون نتائجه سلبية اكثر من شحة المدح كما هو المعلوم ومع تفاعل القيادات وتأييدها للظواهر السلبية التي لا اريد ذكرها هنا لكي يكون الامر شاملا لجميع الظواهر سيؤدي الى تفاقم وتجذر تلك السلبيات وتطورها وبالتالي يصعب على الخيرين استئصالها لكن لو انتبه هؤلاء بان المهم والاهم في البين هو ارضاء الله لا ارضاء الخلق فانه سوف يكون بعيدا عن التفاعل عن مثل هذه الامور ولو استلزمت نقصان اصواته وشعبيته وعلاقاته ومعارفه ونفوذه وسلطته الاجتماعية وغيرها... بل سوف ينتقد تلك الظواهر البعيدة عن الله وشرعه وان كان في ذلك (صكا) له وقتلا فاستحصاله على (الصك) الالهي افضل واكمل وازكى له من خوفه من (صك الطفكة) لا محالة، فانه لو خافهم سوف يسترضيه واذا استرضاهم سيحشر معهم اكيدا، وسوف يسري الفساد او تلك الظواهر من عوام الناس الى قياداتهم ووجهائهم وكبارهم وهذه الطامة الكبرى وبالتالي سوف يسقط المجتمع جله في مستنقع ووحل الرذيلة ولن تناله الرحمة الالهية حيث لا استحقاق ولا ماء معين
وستتزايد البلاءات والابتلاءات والحبل عل الجرار
فاحذروا يا صغار القوم وكبارهم والا فات الاوان