كثيرون هم السادرون في الغي والمنغمسون في الدنيا الدنية، وكثيرون هم الغافلون الذين نسوا الله فانساهم انفسهم والاكثر من ذلك كله.. هم الذين يتمسكون بالاسباب الدنيوية والمادية مبتعدين كل البعد عن الاسباب المعنوية والالهية الخفية وغير الخفية كل ذلك لم يأت بلا مقدمات اكيدا، فلولا انهم خضعوا للدنيا وشهواتها وغرورها وشيطانها وحبائلها فاستسلموا امام (الاخطبوط) ذلك الذي يمتص كل الخير ويفرغ الانسان من محتواه الحقيقي ليجعله ويضعه في خانة الدنيا فيكله الله الى نفسه فيخسر الدنيا والاخرة وكثير هم من نسوا ان لكل شيء من حولهم حكمة وفائدة فما عادوا يصغون للايات الانفسية والافاقية بل مطلقا فصاروا حبيسي الدنيا الضيقة والشهوات الشيطانية كالذين جعلوا السعي مقدمة للرزق ونسوا ان الله يرزق بلا حساب، او كالذين اسندوا النصر للجنود او الحشد ولكن: وما النصر الا من عند الله، او كالذين تيقنوا ان (الطبيب) هو من اشفاهم وقد غفلوا عن ان الله هو الشافي المعافي او كالذين نسوا ان الجفاف اية من ايات الله فتركوا الدعاء والصلاة او ان الفقر ونقص سعر النفط اية اخرى يجب معها الاستغفار فأبوا وعتوا او ان موت بعض المعتقلين تذكير لغيرهم بالتعلق بمسبب الاسباب لا بالمطالبات والقانونيات افلا تتقون افلا تتذكرون، وما اجمل ان يخرج الفرد من سجنه الدنيوي الى رب غفور ولكنكم قوم انستكم الدنيا ومناصبها واسلحتها فضل الله عليكم ورحمته افلا تستغفرون الا تعلمون بانكم مقبلون على جفاف وقحط وفقر ونقص بالاموال والثمرات (وبشر الصابرين) وما اظنهم الا الاندر من الشمع الاحمر.. فتلك ايات لكم افلا تتضرعون ولكوني عودتكم على الاختصار فاكتفي بهذا القدر ولنا وقفات اخر ان كنتم تذعنون