ان المهاترات السياسية وصراعاتها وتنافساتها لا تخلو من النفس الطائفي المقيت، بل وصار ذلك هو المتحكم الاول في كل القرارات السياسية والعسكرية الداخلية والخارجية والاعجب من ذلك ان النفس الطائفي لم يك حكرا على اطراف المسلمين فحسب بل عم ذلك حتى دول (الاستكبار العالمي) الذي صار منظاره واضح الميول فالقرار الامريكي ذو معيار طائفي واضح، فهو يقصف داعش في (تكريت) ويعينها في (سوريا) بل ولعل دعمه (للشرعية) في اليمن كما يسمونها هو دعم لاصدقاء (المواعز) ولا سيما ان حلفاء الشرعية هم ذو صبغة داعشية قاعدية واضحة وكذلك (عاصفة الحزم) التي بدءت جوا ولا يستبعد فيما ان تكون برا، فانها وقفت موقفا خجولا مما يحدث في سوريا فلم تتحرك قطعات (درع الجزيرة) ولا غيرها لتدافع عن طرف معين في سوريا ولم تحاول التدخل من اجل سوريا وشعبها ووحدتها اما اليوم فهي قد تحركت من اجل الشعب اليمني ووحدته، فهل اليمن عربية وسوريا قد انضمت الى الاتحاد الافريقي مثلا!!؟.. ام ان هناك اسباب اخرى كالاسباب التي دعت دول درع الجزيرة ومصر وغيرها الى اتخاذ موقفا لا يكاد يخفي ميولها (للمواعز) في العراق
نعم هناك اسباب عديدة لتلك الازدواجية الدولية والعربية
اما الدولية: كامريكا واسرائيل وبعض الدول الاوروبية
١- ايجاد تكافئ مع ايران
٢- دول الخليج اكبر داعم لامريكا وهذا يستدعي التناغم معها
٣- وقوع اليمن بيد (الحوثيين) يعني اهتزاز المصالح الاسرائيلية
٤- (المنقذ) الذي يخيف الغرب كافة (شيعي) بنظرها وهذا يعني عدم التناغم مع انصاره سواء في العراق او سوريا او اليمن
اما عربيا:
١- عدم تفاقم المد الايراني في اليمن يستدعي التعاون العربي
٢- انشغال امريكا جوا في سوريا والعراق فسيكون اليمن من حصة العرب
٣- اليمن حدودية مع السعودية ولذا كانت هي المبادرة الاولى لعاصفة الحزم
٤- اليمن منفذ بحري مهم ولذا فان العرب تحافظ عليه خوفا من نفوذ خارجي
فتلك المعايير هي التي جعلت من السعودية ومثيلاتها ان تتدخل في البحرين واليمن لانقاذ (الشرعيين) لتذهب وتزهق الاف الارواح بسبب حكومات لا تسمن ولا تغني من جوع.. فاليمن اليوم يدفع الثمن الطائفي والاقتصادي والتحالفي والدبلوماسي وما شابه
اللهم فانصر شعب العراق وسوريا واليمن وخلصه من الشرور الداخلية والخارجية ولنحافظ على بلداننا بواعز وطني غير طائفي ولا سياسي والا فان ما يذهب لا يعوض