كثير هم الذين يسارعون لتلميع و (تغليف) اخطائهم التي يقومون بها في كل حين.. الم تسمع قوله تعالى: أ فمن زين له الشيطان سوء عمله فرآه حسنا.. فان مقتضى الشهوة النفسية هو القاء الحجج والتبريرات من اجل ان يكون عمله بنظر الاخرين حسنا
لا، بل بنظر الفاعل ايضا... فهناك طبقة من المجتمع تقوم بالكذب على الاخرين فيصدق الكاذب كذبته بغض النظر عن تصديق الاخرين له وعدمه
لذا سارع البعض من (التياريين) ممن يحبون قائدهم ويطيعونه في الكثير من الموارد الى تنميق حجة يصبغون بها افعالهم السيئة ويلمعونها بأعين الناس ثم آل الامر الى ان صدقوها هم انفسهم
فعلى الرغم من ان الصفة التي يجب ان تجمع التياريين هي (طاعة قائدهم) وليس (حب القائد) فحسب الا ان البعض منهم صار انتقائيا في مسالة الطاعة وعدمها كما هو الحال في زمن المعصومين (عليهم السلام) فالكثير منهم من اذعن لجهاد الامام الحسين ولم يذعن ل (صلح) الامام الحسن سلام الله عليهما حتى بعد
علمهم بأنهم : (امامان قاما او قعدا) او على عكس ذلك كالذين اذعنوا للصلح ولم يذعنوا للجهاد والقيام
فصار صدور القرار والاوامر من القائد على المحك وباب واسع للاختبار... فمن حكّم العقل والقلب معا وترك الشهوة والاهواء جانبا افاق وتفهم واطاع ومن حكم العقل دون القلب او العكس واعمل شهوته واهواءه فقد عمي ولم يتفهم بل وعصى
واذا عصى فهو يسارع الى جعل (التكليف) حجته... فأي تكليف ذاك الذي يبرر عصيانك لقائدك.. فانت في مورد اخر جعلت القرار محكا للطاعة واطعته وجعلت كل العاصين منشقين بل وقمت بالاعتداء عليهم وتكفيرهم واليوم تفعل فعلهم!!!
نعم، لكل فرد (تكليفه) لكن ليس للفرد تكليف اعلى من طاعة من اختاره قائدا.. فاختيار الطاعة حينا والعصيان حين اخر من اكبر ابواب النفاق كالذي يصوم دهرا ولا يصلي او ما شابه ذلك
ثم انه من الممقوت ان يعطي الفرد لنفسه الفرصة للوثوق بنفسه لهذه الدرجة، اعني ان يكون واثقا بنفسه اكثر من القائد الذي اختاره
فان كنت افضل من قائدك فلا حاجة لك بذلك القائد وان كنت ادنى منه فالتزم بكل قراراته وان ظننتها انها (سيئة) والعتب كل العتب لا على عوام الناس بل على الساكتين الذين يرون ويسمعون كل تلك الامور ولا يحركون السنتهم او اقلامهم او افكارهم من اجل تصحيح مسار القاعدة التيارية...