دأب الغرب عموما وامريكا على وجه الخصوص على تقوية نفوذها في (الشرق الاوسط) من خلال زرع الفتنة وتأجيجها.. وركزت في ذلك على الجانب الطائفي والعرقي ويستطيع القارئ تتبع الوقائع ليثبت له ذلك بصورة جلية.. بل ان الدول التي لم تستطع امريكا اللعب فيها على ذلك الوتر قد خرجت منها مذمومة مدحورة كما في اليابان وفيتنام اما في دولنا الاسلامية فقد نجحت في ذلك ولا زالت تنجح، وما قرار (الكونكرس) الاخير بخصوص العراق وتسليحه الا ضمن هذه اللعبة وبنفس الاسلوب والمهارة فبعد ان اجّجت النار الطائفية وزرعت الحقد في قلب كل طائفة ضد الاخرى وصار الحطب جاهزا للحرق بل ووضعت عليه (الوقود) فهي اليوم وبهذا القرار المشؤوم تعطي (اعواد الثقاب) بيد كل الطوائف ليحرق بعضهم بعضا ثم لا يمكن بعد ذلك التعايش السلمي بين الطوائف.. اذن سيلجئ الجميع الى الحل الاوحد بنظر السذج وهو: (التقسيم)... وقد لا يكون ذلك مقدمة ونتيجة مستغربا من تلك الدولة الظالمة الارهابية فهي قد عودت الشعوب على تلك السياسات الرعناء الا ان المستغرب بل وبرأيي مستهجن هو تعاطف البعض مع هذا القرار ولا اعني السياسيين او بعض الطوائف والاعراق بل اقصد الشعب..
وما هذا التعاطف الا من باب قناعتهم بضرورة التقسيم الذي قد يجدوه منجى لهم من (اعواد ثقاب) الطوائف الاخرى ناسين او متناسين ان نتيجة (التقسيم) هي: (التقزيم) والتوهين والاضعاف وتشتيت الصفوف فنكون لقمة سائغة بيد امريكا الظالمة ويا ترى هل سيكون التقسيم حلا!!... وهل ستقف مطامع امريكا عند هذا الحد... واذا كان التقسيم سينجي الطائفة الفلانية من الطائفة الاخرى فهل ستكون تلك الطائفة بمنئى عن نفس افراد طائفتها!!!؟... ولا سيما من اعتادوا على السلاح و (الطفكة) فالسلاح صار بيد من ليس اهلا له فاذا كانت امريكا قد سعت الى التقسيم بالامس عن طريق التقاتل الطائفي فلعلها بالتقسيم ستسعى الى تقاتل الطائفة فيما بينها او اي خطة اخرى وما اسهل ذلك عليها وما اكثر ادعيائها والمستجيبين لها... ولو انهم استجابوا الى الله وداعيته كما استجابوا لامريكا وخططها ونفوذها وحبائلها وشركها لافلحوا وافلحنا ولكنهم قوما بورا فانه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... فاستمروا يا دعاة الوحدة بدعمها واستمروا بالطاعة لاوامر حوزتكم واستعدوا للجهاد كما امركم واعدوا ما استطعتم ليبين للجميع مدى قوتكم ولا تعتدوا فان الله لايحب المعتدين وسنحرر الاراضي السنية (ان جاز التعبير) كما حررنا الشيعية منها فاننا دعاة وحدة