الرئيسية | | ثقافة إسلامية | محرم الحرام

محرم الحرام

عدد القراءات : 5950

1 محرم

حصار بني هاشم في شعب أبي طالب :

في ( 1 محرم الحرام ) سنة ( 8 من بعثة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) ) تعاهدت قريش وتقاسمت على معاداة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ). وذلك أنه لما أسلم حمزة وحمى النجاشي من عنده من المسلمين , وحامى رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) عمه أبو طالب , وقامت بنو هاشم وبنو عبد المطلب دونه , وأبوا أن يسلموه فشا الاسلام في القبائل , واجتهد المشركون في اطفاء ذلك النور , وأبى الله الا أن يتم نوره , فعرفت قريش أنه لا سبيل الى محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) , فأجمعوا على ان يكتبوا فيما بينهم عهدا على بني هاشم وبني عبد المطلب أن لا يناكحوهم , ولا يبايعوهم , فكتبوا صحيفة في ذلك وعلقوها على جدار الكعبة , ثم عدوا على من أسلم فأو ثقوهم واذوهم , واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالاً شديداً , وأبدت قريش لنبي عبد المطلب الجفاء وثار بينهم شر , وقالوا: لا صلح بيننا وبينكم ولا رحم الا على قتل هذا الصابئ .

فعمد أبو طالب فأدخل ابن أخيه وبني أبية ومن اتبعهم , فدخلوا شعب أبي طالب واذى المشر كوه ومن معه من بني هاشم النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) أذى شديداً , وحصروهم في شعبهم , وقطعوا عنهم الميرة من الأسواق ... حتى بلغ بالقوم الجهد الشديد , حتى سمعوا أصوات صبيانهم يتضاغون _ أي يصيحون من الجوع من وراء الشعب _ وكان أبو طالب يخاف أن يغتالوا رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ليلاً أو سراً , وكان النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) اذا أخذ مضجعه أو رقد جعله أبو طالب بينه وبين بنيه خشية أن يقتلوه ... فأتى من قريش على ذلك سنتين أو ثلاثاً ....

ثم ان الله ( عزه وجل ) برحمته أرسل على صحيفة قريش التي كتبوها الأرضة , فأخبر الله ( عزه وجل) رسوله ( صلى الله عليه واله وسلم) بذلك ...

فانطلق أبو طالب برهطه حتى دخلوا المسجد والمشركون من قريش في ظل الكعبة ... فقال أبو طالب : هلموا صحيفتكم التي فيها تظافركم علينا ..فلما نشروها , فاذا هي كما قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) .

وروي أن الأرضة أكلت ما كان فيها من ظلم وجور وبقي ما كان من ذكر الله ( عزه وجل ) 

ثورة أهل المدينة ضد يزيد :

في هذا اليوم ( 1 محرم الحرام ) من سنة ( 63 هــ) , كانت حركة أهل المدينة وثورتهم ضد يزيد بن معاوية , وكان سبب ذلك أن عبد الله بن حنظلة وفد هو وغيره من أهل المدينة الى يزيد بن معاوية , فرأوا ما لا يصلح ... ولما بلغهم ما يتعمده من الفساد ...

وقيل : أنهم قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق ...فلما رجعوا الى المدينة ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح من شرب الخمر وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر , فأجمعوا على خلعه , فلما بلغه ذلك بعث اليهم مسلم بن عقبة , وانما يسميه المسلمون مسرف بن عقبة ... وسيأتي ذكر ذلك فيما يذكر من حوادث شهر ذي الحجة الذي وقعت فيه الواقعة والتي تسمى واقعة الحرة .

وما يؤسف له أن أهل المدينة هؤلاء لم يستجيبوا لنداء الامام الحسين لما دعاهم للثورة ضد يزيد .

2 محرم الحرام

دخول الامام الحسين ( عليه السلام ) أرض كربلاء :

على المشهور أن في هذا اليوم ( 2 محرم الحرام ) من عام (61 هــ) دخل الحسين ومن معه من أهل بيته ( عليهم السلام ) وأصحابه الكرام أرض كربلاء , وكان ( عليه السلام ) يتياسر بأصحابه يريد أن يفرقهم , فيأتيه الحر بن يزيد فيرده , فجعل اذا ردهم نحو الكوفة رداً شديداً امتنعوا عليه فارتفعوا , فلم يزالوا يتياسرون حتى انتهوا الى نينوى _ المكان الذي نزل به الامام الحسين ( عليه السلام ) ... فاذا راكب متنكب قوساً مقبل من الكوفة .. ودفع الى الحر كتاباً من عبيد الله بن زياد , فاذا فيه : (( أما بعد فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي , ولا تنزله الا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء , فقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتى يأتيني بإنفاذك أمري  , والسلام )) .

فلما قرأ الكتاب قال الحر لهم : هذا كتاب عبيد الله يأمرني أن أجعجع بكم في المكان الذي يأتي كتابه ...

وأخذ الحر بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا قرية , فقال الحسين ( عليه السلام ) : دعنا ويحك ننزل هذه القرية أو هذه _ يعني نينوى والغاضرية _ أو هذه _ يعني شفنة _ .

قال : لا والله لا أستطيع ذلك , هذا رجل قد بعث عيناً علي ...

قال الراوي : ثم ان الحسين ( عليه السلام ) قام وركب وسار , وكلما أراد المسير يمنعونه تارة يسايرونه أخرى حتى بلغ كربلاء , وكان ذلك في اليوم الثاني من محرم الحرام , فلما وصلها قال : ما أسم هذه الأرض ؟ فقيل : كربلاء : فقال ( عليه السلام ) : اني أعوذ بك من الكرب والبلاء , ثم قال : هذا موضع كرب وبلاء , انزلوا , ههنا محط رحالنا وسفك دمائنا , وهذا محل قبورنا , بهذا حدثني جدي رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ...

 

المزيد في ثقافة إسلامية
المكتب الخاص / النجف الاشرف ولد الهدى فالكائنات ضياء     وفن الزمان تبسم وثناء  نعم وكيف لا تكون الكائنات ضياء وقد ولد الصادر الأول والنور الأعظم
المكتب الخاص / النجف الاشرف  الإمام المهدي ( عجل الله فرجه  ) ، هو آخر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و قد بشَّر
المكتب الخاص / النجف الاشرف اسمه الشريف ونسَبه الزاكي هو الإمام الحسن العسكريّ بن الإمام عليّ الهادي بن الإمام محمّد الجواد بن الإمام عليّ الرضا بن الإمام
المكتب الخاص / النجف الاشرف بعد ما فارق أبوطالب عمّ الرسول (ص)، وخديجة زوجته الحياة، واحداً إثر الآخر، كان لفقدهما أسوأ الوقع والأثر على الرسول (ص)،
المكتب الخاص / النجف الاشرف نــســبــه الــشــريــف : هو الإمام الثامن من أئمة الشيعة الإثنى عشرية (عليهم السلام ) حجة الحق والخليفة على عامة الخلق ،
المكتب الخاص/ النجف الاشرف