الرئيسية | | ثقافة إسلامية | صفحات من نور في سيرة الإمام علي بن الحسين السجاد (عليهما السّلام)

صفحات من نور في سيرة الإمام علي بن الحسين السجاد (عليهما السّلام)

عدد القراءات : 9340

النسب الشريف :

هو الإمام المعصوم الرابع علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. والمعروف بين المحدثين بابن الخيرتين فأبوه: الحسين بن علي بن أبي طالب وأمه من بنات ملوك الفرس. جاء ربيع الأبرار للزمخشري (إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب بنو هاشم. ومن العجم فارس).

أمه:

اتفقت الروايات على أن أمه من أشراف الفرس، وهي: شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى. قال فيه أبو الأسود الدؤلي:

وإن غـلاماً بين كسرى وهاشم***لأكرم من نـيطت عليه التمائم

ولادته:

جاء في بعض الروايات أن ولادة علي بن الحسين (عليهما السلام) يوم الجمعة ويقال يوم الخميس الخامس من شهر شعبان سنة ثمان وثلاثين أو سبع وثلاثين من الهجرة

كنيته:

أبو محمد ويكنى بـ(أبي الحسن) أيضاً.

ألقابه:

زين العابدين والسجاد وذو الثفنات والبكاء والعابد ومن أشهرها زين العابدين وبه كان يعرف كما يعرف باسمه. جاء في المرويات عن الزهري أنه كان يقول: (ينادي مناد يوم القيامة ليقيم سيد العابدين في زمانه فيقوم علي بن الحسين (عليه السّلام) ولقب بذي الثفنات لأن موضع السجود منه كانت كثفنة البعير من كثرة السجود عليه.

أما عن تسميته بالبكاء يروى الرواة عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السّلام) أنه قال: (بكى علي بن الحسين على أبيه عشرين سنة ما وضع خلالها بين يديه طعام إلا بكى. وقال له بعض مواليه: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف أن تكون من الهالكين، فقال: إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع أبي وإخوتي وبني عمومتي إلا خنقتني العبرة.

منصبه الإلهيّ وامامته :

في المعصومين.. هو السادس، وفي الأئمّة الهداة هو الرابع بعد: جدّه عليّ أمير المؤمنين، وعمّه الحسن المجتبى، وأبيه الحسين الشهيد صلوات الله عليهم جميعاً.

عاش مع جدّه الإمام عليّ عليه السّلام سنتين، ومع أبيه الإمام الحسين عليه السّلام ثلاثاً وعشرين سنة، وبعد أبيه سبعاً وثلاثين سنة ـ وهي مدّة إمامته سلام الله عليه.

أولاده:

روى الشيخ المفيد أن أولاد علي زين العابدين (عليه السّلام) خمسة عشر بين ذكر وأنثى. أحد عشر ذكراً وأربع بنات. أكبرهم سناً وقدراً الإمام محمد بن علي الملقب بـ(الباقر). أمه فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السّلام) أولدت له أربعة هم: الحسن والحسين ومحمد الباقر وعبد الله وبه كانت تكنى.

ومما يبدو أن أكبر أولاده محمد الباقر ولد له سنة سبع وخمسين هجرية وكان له من العمر عندما استشهد جده الحسين (عليه السّلام) في كربلاء ثلاث سنوات.

وله من الذكور أيضاً زيد وعمر وأمهما أم ولد.

والحسين الأصغر. وعبد الرحمن وسليمان أمهما أم ولد.

ومحمد الأصغر وعلي الأصغر وكان أصغر أولاده الذكور.

وخديجة وفاطمة وعليّة وأم كلثوم أمهن أم ولد.

إخوته:

كان للإمام علي بن الحسين (عليهما السّلام) أخوان علي الأكبر، وعبد الله الرضيع. وقد قتل علي الأكبر مع أبيه في كربلاء، ولا بقية له، وأمه كانت آمنة بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وأمها بنت أبي سفيان بن حرب.

أما عبد الله الرضيع فأمه الرباب بنت امرئ القيس وقد قتل أيضاً مع أبيه وأخيه يوم الطف.

أخواته:

وكان له أختان أيضاً: سكينة وفاطمة، فسكينة أمها الرباب بنت امرئ القيس، وأما فاطمة فأمها أم اسحاق بن طلحة بن عبيد الله.

أصحابه

أشهرهم: جابر بن عبدالله الأنصاريّ، سعيد بن جبير، أبو خالد الكابُليّ، إبراهيم بن محمّد بن الحنَفَيّة، الحسن بن محمّد بن الحنَفَيّة، فرات بن الأحنف، أبو حمزة الثُّماليّ، جابر بن محمّد بن أبي بكر، طاووس بن كَيْسان، أبان بن تَغلِب،.. وآخرون.

اغتياله بالسم:

كان الإمام يتمتع بشعبية هائلة، فقد تحدث الناس - بإعجاب - عن علمه وفقهه وعبادته، وعجبت الأندية بالتحدث عن صبره، وسائر ملكاته، وقد احتل قلوب الناس وعواطفهم، فكان السعيد من يحظى برؤيته، والسعيد من يتشرف بمقابلته والاستماع إلى حديثه، وقد شق ذلك على الأمويين، وأقضّ مضاجعهم وكان من أعظم الحاقدين عليه الوليد بن عبد الملك، فقد روى الزهري أنه قال: ( لا راحة لي، وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا)، وأجمع رأي هذا الخبيث الدنس على اغتيال الإمام حينما آل إليه الملك والسلطان، فبعث سماً قاتلاً إلى عامله على يثرب، و أمره أن يدسه للإمام ،ونفذ عامله ذلك، وقد تفاعل السم في بدن الإمام، فأخذ يعاني أشد الآلام وأقساها، وبقي حفنة من الأيام على فراش المرض يبث شكواه إلى الله تعالى، ويدعو لنفسه بالمغفرة والرضوان، وقد تزاحم الناس على عيادته، وهو (عليه السلام) يحمد الله، ويثني عليه أحسن الثناء على ما رزقه من الشهادة على يد شر البرية.

الامام السجاد إلى جنة المأوى:

وثقل حال الإمام، واشتد به المرض، وأخذ يعاني آلاماً مرهقة، فقد تفاعل السم مع جميع أجزاء بدنه، وأخبر الإمام أهله أنه في غلس الليل البهيم سوف ينتقل إلى الفردوس الأعلى، وأغمي عليه ثلاث مرات، فلما أفاق قرأ سورة الفاتحة وسورة (إنا فتحنا) ثم قال (عليه السلام): ( الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين).

وارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها كما ترتفع أرواح الأنبياء والمرسلين، تحفها بإجلال وإكبار ملائكة الله، وألطاف الله وتحياته.

لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها وعبادتها وتجردها من كل نزعة من نزعات الهوى.

تجهيزه:

وقام الإمام أبو جعفر الباقر بتجهيز جثمان أبيه، فغسل جسده الطاهر، وقد رأى الناس مواضع سجوده كأنها مبارك الإبل من كثرة سجوده لله تعالى، ونظروا إلى عاتقه كأنه مبارك الإبل، فسألوا الباقر عن ذلك، فقال أنه من أثر الجراب الذي كان يحمله على عاتقه، ويضع فيه الطعام، ويوزعه على الفقراء والمحرومين، وبعد الفراغ من غسله أدرجه في أكفانه، وصلى عليه الصلاة المكتوبة.

تشييعه:

وجرى للإمام تشييع حافل لم تشهد يثرب له نظيراً فقد شيعه البر والفاجر، والتفت الجماهير حول النعش العظيم والهين جازعين في بكاء وخشوع، وإحساس عميق بالخسارة الكبرى، فقد فقدوا بموته الخير الكثير، وفقدوا تلك الروحانية التي لم يخلق لها مثيل لقد عقلت الألسنة، وطاشت العقول بموت الإمام، فازدحم أهالي يثرب على الجثمان المقدس فالسعيد من يحظى بحمله.

الامام السجاد في مقره الأخير:

وجيء بالجثمان الطاهر وسط هالة من التكبير والتحميد إلى بقيع الغرقد، فحفروا له قبراً بجوار قبر عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنزل الإمام الباقر (عليه السلام) جثمان أبيه فواراه في مقره الأخير، وقد وارى معه العلم والبر والتقوى، ووارى معه روحانية الأنبياء والمتقين.

وبعد الفراغ من دفنه هرع الناس نحو الإمام الباقر، وهم يرفعون إليه تعازيهم الحارة، ويشاركونه في لوعته وأساه، والإمام مع أخوته وسائر بني هاشم يشكرونهم على مشاركتهم في الخطب الفادح الجلل، والمصاب العظيم.



 

 

المزيد في ثقافة إسلامية
المكتب الخاص / النجف الاشرف ولد الهدى فالكائنات ضياء     وفن الزمان تبسم وثناء  نعم وكيف لا تكون الكائنات ضياء وقد ولد الصادر الأول والنور الأعظم
المكتب الخاص / النجف الاشرف  الإمام المهدي ( عجل الله فرجه  ) ، هو آخر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، و قد بشَّر
المكتب الخاص / النجف الاشرف اسمه الشريف ونسَبه الزاكي هو الإمام الحسن العسكريّ بن الإمام عليّ الهادي بن الإمام محمّد الجواد بن الإمام عليّ الرضا بن الإمام
المكتب الخاص / النجف الاشرف بعد ما فارق أبوطالب عمّ الرسول (ص)، وخديجة زوجته الحياة، واحداً إثر الآخر، كان لفقدهما أسوأ الوقع والأثر على الرسول (ص)،
المكتب الخاص / النجف الاشرف نــســبــه الــشــريــف : هو الإمام الثامن من أئمة الشيعة الإثنى عشرية (عليهم السلام ) حجة الحق والخليفة على عامة الخلق ،
المكتب الخاص/ النجف الاشرف