المكتب الخاص/ النجف الاشرف
هي زينب بنت الامام علي ابن أبي طالب عليهم السلام وأمها فاطمة الزهراء بنت محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخوتها من أمها وأبيها هم ( الحسن والحسين والمحسن وأم كلثوم )
ولادتها
وضعت الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام إيماناً وشرفاً وطهارةً وعفةً وجهاداً، وقد استقبلها أهل البيت وسائر الصحابة بمزيد من الابتهاج والفرح والسرور، وأجرى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام) على وليدته المراسيم الشرعية، فأذّن في أذنها اليمنى، وأقام في اليسرى. لقد كان أول صوت قرع سمعها هو: (الله أكبر، لا إله إلا الله)، وهذه الكلمات أنشودة الأنبياء، وجوهر القيم العظيمة في الأكوان. وانطبعت هذه الأنشودة في أعماق قلب حفيدة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فصارت عنصراً من عناصرها، ومقوماً من مقوماتها.
تسميتها
وحملت زهراء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وليدتها المباركة إلى الإمام (عليه السلام) فأخذها وجعل يقبلها، والتفتت إليه فقالت له: «سمّ هذه المولودة...». فأجابها الإمام بأدب وتواضع: «ما كنت لأسبق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...». وعرض الإمام عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يسميها، فقال: «ما كنت لأسبق ربّي...». وهبط رسول السماء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: «سمّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم...». وأخبره بما تعانيه حفيدته من أهوال الخطوب والكوارث فأغرق هو وأهل البيت في البكاء.
كنيتها
وكنيت الصديقة الطاهرة زينب بـ(أم كلثوم)، وقيل: (إنها تكنى بـ(أم الحسن).
ألقابها
أما ألقابها فإنها تنمّ عن صفاتها الكريمة، ونزعاتها الشريفة وهي:
1. عقيلة بني هاشم
والعقيلة هي: المرأة الكريمة على قومها، والعزيزة في بيتها، والسيدة زينب أفضل امرأة، وأشرف سيدة في دنيا العرب والإسلام، وكان هذا اللقب وساماً لذريتها فكانوا يلقبون بـ(بني العقيلة).
2. العالمة
وحفيدة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من العالمات في الأسرة النبوية، فكانت فيما يقول بعض المؤرخين: (مرجعاً للسيدات من نساء المسلمين يرجعن إليها في شؤونهن الدينية).
3. عابدة آل علي
وكانت زينب من عابدات نساء المسلمين، فلم تترك نافلة من النوافل الإسلامية إلا أتت بها. ويقول بعض الرواة: (إنّها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة الحادي عشر من المحرم).
4. الكاملة
وهي أكمل امرأة في الإسلام بعد أمها وجدتها خديجة في فضلها وعفتها وطهارتها من الرجس والزيغ.
5. الفاضلة
وهي من أفضل نساء المسلمين في جهادها وخدمتها للإسلام، وبلائها في سبيل الله، فهذه بعض ألقابها التي تدلّل على سمو ذاتها وعظيم شأنها .
زهدها في الدنيا
من أبرز فضائلها النفسية وكمالاتها الأخلاقية زهدها في الدنيا فقد نبذت جميع زينتها ومباهجها مقتدية بأبيها الذي طلق الدنيا ثلاثاً لا رجعة له فيها، ومقتدية بأمها سيدة نساء العالمين زهراء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. فقد كانت فيما رواه المؤرخون لا تملك في دارها سوى حصير من سعف النخيل، وجلد شاة، وكانت تلبس الكساء من صوف الإبل وتطحن بيدها الشعير، إلى غير ذلك من صنوف الزهد والإعراض عن الدنيا.
وقد تأثرت عقيلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الروح الكريمة فزهدت في جميع مظاهر الدنيا، وكان من زهدها أنها ما ادخرت شيئاً من يومها لغدها حسبما رواه عنها الإمام زين العابدين عليه السلام. وقد طلقت الدنيا وزهدت فيها وذلك بمصاحبتها لأخيها أبي الأحرار عليه السلام. فقد علمت أنه سيستشهد في كربلاء أخبرها بذلك أبوها، فصحبته وتركت زوجها الذي كان يرفل بيته بالنعيم، ومتع الحياة. فقد عد من أغنى أغنياء العرب لكنها رفضت ذلك كله وآثرت القيام مع أخيها لنصرة الإسلام والذبّ عن مبادئه وقيمه، وهي على علم بما تشاهده من مصرع أخيها، وما يجري عليها بالذات من الأسر والذل، لقد قدمت على ذلك خدمة لدين الله تعالى.