الرئيسية | | من وحي الذكرى | الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) النور الرباني

الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) النور الرباني

عدد القراءات : 13705


المكتب الخاص / النجف الاشرف

تبسم ثغر مكة مستبشرا لينثر السحر, ومن بين ثناياه تنفس الصبح, صبح السلام المسفر, ثم تبسمت شفاه الشِعبِ شوقا فهب النسيم, نسيم الفرح, واشرأب عنق  البيت من أركانه متفاخرا ببزوغ الشمس, شمس ضحى الأزل. ارتدت الدنيا صفو السماء ثوبا لعيدها, وطرزته بأحجار من نجوم البهجة والأمل, يتناثر من زهوها الأريج بلسما يشفي بليغ الجراح, وقف الوقار والعظمة إجلالا على سفح الكبرياء وقفة العز عند الصباح . ثم اكتحلت تلك العيون الدامعة بغرة هاشم خير الفلاح. انشق جدار الكعبة متبسما, فتوهج النور العظيم من تلك البسمة الرائعة, وغاصت روعتها في بحار الدهور, لتضيء ظلمة الأيام, وتزيل مرارة الحزن, فكسرت قيود الغل بسواعد الصبر الحديدية. بزغ عمود الفجر من رحم الكعبة, فكان لبزوغه تبتّل يناغي تسبيح الطيور عند الفجر. أشرقت شمس السعادة من قلب الحب لتملأ سوح الاشتياق رقة,  فمن قلب الكعبة النابض تدفق سيل الوفاء ثم الإباء, ومن عروق الإسلام دق قلب الحياة ينبض الدماء, دماء الشرف والحرية عبر الأجيال, ومن عبق روحها الخالدة بعثت روح الكرامة وارتوى الإنسان رحيق الوجود. ولد الإيمان ساجدا على ثرى العبودية المطلقة مستسلما على مهاد العدل وكأن المهاد مرسى الأكوان, ومن رحم التقى جاء الوضع فرضع الوليد لبن الإيمان من اشرف إبهام, ومن لسان العدل امتص معاني القران, ولد توأم الحق فدار الحق في فلكه وانتصر المظلوم بمولده و بكفه مسحت دمعة الأيتام, في مولده أشرقت الأرض بنورالرحمن وتوشحت بثوب الهيبة والوقار وزينت جيدها بعقد جوهري درره ذراري النبي المختار, ولد أخ الرسول وكاشف الكرب عن وجهه يوم النزال وحامل لواء الإيمان والتوحيد  قاصم ظهر الشرك والشقاق بذوالفقار .انه اليوم البهيج الذي توردت به واحات الأمل وأنارت قناديل المحبة دروب الأجيال, بمولده أمطرت سماء الخير ورودا عبق عطرها مبعث للحياة, ومن سنا برقها أزهرت وجوه المودة بسحر الجمال وتقاسمت الدموع غنيمة الفرح فنال الإيثار منها نصيبا ونصيب الشجاعة كان الفداء, ولم يزل بحر الجود يمد كفيه كأنها خيمة الله سبحانه مأوى الضعيف , وملجأ البائس, وحصن الايامى, وحضن الأيتام الدافئ. أسد الحجاز لم تزل قلوب الموالين عرينك, ولم يزل زئيرك سيفها بوجه الطغاة, يا كبش العراق لم تزل نحور المحبين ترويه ولاءا لعشقك, يا من جراحك نسجت دروع العقيدة ومن صولاتك بنيت صروح الجهاد فأصبحت مدارس شرف فصولها الوضوح تحقن الدماء بعظيم التقاة, لم تزل جراحك يوم أُحُدٍ شهبا ثاقبة تمحق الافاكين سليلي البدع عبيد الشيطان. ولم يزل عبير حروفك سُرُج تنير طريق الخلود وتترجم معاني الصمود بالأفعال, ويوم بدر غدا منارة يشع نورها لعنان السماء وخطُّ بأنامله للإنسانية خط الشروع نحو الخلاص والخلود .

نبارك للأمة الإسلامية جمعاء بذكرى الولادة العطرة والميمونة ليعسوب الدين وقائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين إمام المتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

السّلام على أول الْقَوْمِ إسلاما وأقدمهم إيمانا وأقومهم بِدينِ اللهِ، وأحوطهم عَلَى الإسلام ورحمة الله وبركاته

المزيد في من وحي الذكرى
قمرٌ في ظلمة الطف، طاف نوره قبل الأوان، بازغ حتى في عرجونه، وفيٌّ في زمن الغدر والخذلان، يشع نوراً من هدى الإمامة، ويدور شوقاً في
المكتب الخاص / النجف الاشرف يمر الزمن وتمضي القرون والعقود ، وتنكث البيعة هنا وهناك تنقض العهود ، وغدرة الحقد بسوط السموم، واخرى ببغض الضربة عند
المكتب الخاص / النجف الاشرف دنا القضاء واقترب القدر، وتلوح في الافق ظلامة، ، تنبع من أقاصي الجاهلية ، ومن كهوف الكفر، وغيوم السواد عادت لتغطي
المكتب الخاص / النجف الاشرف بين الصمت والصخب ، شوق في حشاشة القلب يتأجج ، وعيون الصبر معتبرة ، وفي رمضاء اليأس مع الاحلام نتوسد ،
المكتب الخاص / النجف الاشرف من شعبان المودة، فاحت نسائم الانتظار، وتفتحت أزاهير الصبر، لتملأ الوجود عبقا، ليلة غمرتها السعادة، وطافت بأمواجها الافراح، ليلة كالبحر، يجري
المكتب الخاص / النجف الاشرف عطشت الحياة لكوثر ، فراحت تغدو بلهفة ، على الوديان ، تجر بحافرها اليأس ، فلا وصال يرتجى ، ولا حِسان