الرئيسية | | من وحي الذكرى | الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) البدر الساطع في سماء الوجود

الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) البدر الساطع في سماء الوجود

عدد القراءات : 15256

المكتب الخاص / النجف الاشرف

لم يزل نبع الحرية والسلام، يوقد شموع القداسة، واحدة تلو الاخرى، ولم تزل الاقمار المحمدية تضيء الاكوان، بنورها الالهي الذي ينبثق من العترة الطاهرة، وكلما تمر السنين ، يزداد ألقها، ويمتد شعاعها، ويتموج في رحاب الوجود، ليكون كالبحر يغمر الضمائر الحية والانسان، وكلما اشتدت ظلمة القرون، واحتارت الانسانية، وانزلقت في مهاوي التيه ، واحاطت بها قطع الليل المظلم، فإنها تتلمس ذلك النور و تتحسسه في وجدانها  وتراه يسير نحوها، سيرا جميلا لتقتبس منه هدى.

علي بن موسى الرضا(عليه السلام) ذلك البدر الساطع في سماء الوجود، لم يكن فقط امام معصوم مفترض الطاعة وخليفة لله ولرسوله صلى الله عليه واله فحسب، بل كان ايضا مدرسة حية تتنقل عبر الازمنة يستلهم منها الدروس المسلم وغير المسلم ، لأنه كان يمثل قيم السماء الاصيلة المرتبطة بمسيرة الانسان والتي هي الأعمق في المعرفة الانسانية والأجدر برسم خارطتها وترسيخ المفاهيم الثابتة لها  لتكون المنطلق الاهم للسير نحو السعادة الحقيقية، وليست سعادة المظاهر الزائلة، والغرائز الآنية، والسقوط في وحل الانفعالات، والانغماس في الملذات، بل سعادة تكمن في معرفة الانسان لنفسه وادراكه لوجوده.

لم تكن السلطة في يوم من الايام حلم من احلام الامام (عليه السلام)، ولم تكن الوجاهة مسعا من مساعيه ولا حتى الاموال تحتل حيزا من اهتماماته، بل كانت كل هذه الامور وغيرها احقر من ان يميل اليها طرفة عين،  وكل هذه الملذات التي لو ارادها كانت في متناول يده لكنه زهد بها وجعلها تحت أقدامه الحافيتين التي يسعى بهما لأداء فريضة من فرائض الله عز وجل بل كان سلام الله عليه يجد سعادته عندما يمسح على راس يتيم او يطعم الجائع ويكسي العريان  او السعي في قضاء حاجة انسان وغيرها من الامور ليعطي للإنسانية درس من الدروس المهمة وليجعل تركيز الانسان يصب حول الوجود الحقيقي المقترن بالعطاء ونبذ الانانية.

 ونحن اليوم اذ نستنشق نسائم فرح ذكرى الولادة الميمونة لإمام تنورت السماء بإشراقة وجهه وتقدست الارض التي ضمت جسده الطاهر فان هذه الذكرى السعيدة تحفز كل انسان حر وله ضمير حي ان يقتدي بنهج هذا الامام الحق تجاه اخيه الانسان، واستلهام الدروس والعبر من سيرته الوضاءة، فالإنسانية الحقيقية التي توضحت صورها من اثار خطاه تظهر في التحسس بآلام الاخرين ومشاركتهم شعورهم ، وتصويب خطواتهم ، ومن الانسانية المجاهدة في نشر السلام بين الناس ليعم الجميع وبث الطمأنينة في القلوب، ومن الوفاء لهذا الامام الهمام هو نشر المحبة والتسامح بين الاخوة فان كل المعاني الطيبة هي من بركاته سلام الله عليه. فهو الثمرة الطيبة من ثمرات المحبة في الشجرة المحمدية وهو البرعم السخي من اغصان الشجرة العلوية. والفرع المعطاء من كوثر الزهراء عليها السلام  الذي لازال يجري. تهفو اليه الارواح، وتذوب في عشقه نفوس ابية، تتعطر بمسك كرامته، تتخذ من صبره جلبابا يقيها الجزع، انه كهف للأمان، عبر الزمان، كيف لا وهو الرضا عليه السلام .                                                                                                                                                                                           

المزيد في من وحي الذكرى
قمرٌ في ظلمة الطف، طاف نوره قبل الأوان، بازغ حتى في عرجونه، وفيٌّ في زمن الغدر والخذلان، يشع نوراً من هدى الإمامة، ويدور شوقاً في
المكتب الخاص / النجف الاشرف يمر الزمن وتمضي القرون والعقود ، وتنكث البيعة هنا وهناك تنقض العهود ، وغدرة الحقد بسوط السموم، واخرى ببغض الضربة عند
المكتب الخاص / النجف الاشرف دنا القضاء واقترب القدر، وتلوح في الافق ظلامة، ، تنبع من أقاصي الجاهلية ، ومن كهوف الكفر، وغيوم السواد عادت لتغطي
المكتب الخاص / النجف الاشرف بين الصمت والصخب ، شوق في حشاشة القلب يتأجج ، وعيون الصبر معتبرة ، وفي رمضاء اليأس مع الاحلام نتوسد ،
المكتب الخاص / النجف الاشرف من شعبان المودة، فاحت نسائم الانتظار، وتفتحت أزاهير الصبر، لتملأ الوجود عبقا، ليلة غمرتها السعادة، وطافت بأمواجها الافراح، ليلة كالبحر، يجري
المكتب الخاص / النجف الاشرف عطشت الحياة لكوثر ، فراحت تغدو بلهفة ، على الوديان ، تجر بحافرها اليأس ، فلا وصال يرتجى ، ولا حِسان