المكتب الخاص / النجف الاشرف
على ضوء الهدى، تستمر مسيرة القرون، لتطوف عقارب الولاء، على كعبة الصبر، فتلبي النداء، نداء السماء ودعوة الانبياء، بصوت أزلي، لم يزل صداه، يتردد في زمن الأولين، ومودة ترتدي احرام العهد، ناصع البياض، نسجت خيوطه من انامل الشمس، وها هو ذا الوفاء يسعى ، بين صفاء المبادئ، ومروءة الاحرار، بخطوات جريئة ، تتبع آثار الصديقين، يغترف عطاءً، يرتوي زمزما حب الموالين، ويستظل الإيمان بظل الخلافة الحقة، ويتربع على عرش الحقيقة، ملكاً يقبض على القرون، بأكف وحي التنزيل ، وسلطان فرض هييته، بجيوش العدالة، ويحمل الرسالة، مدادها البحار وقرطاسها السماء ، حروفها مضيئة، من نور الأولياء، محفوظة في اللوح.
وعادت بهجة الإيمان، وابتسمت الأكوان، من ثغره الجميل، فبانت ثناياه بيضاء، كأنها خيط السماء، تبلج في فجره الصادق، ثم تلا صباح الوفاء، دعاء الخلود، فتناثرت حروفه، كأنها النجوم، طرزت دنيا الإباء، فاطرقت له الأسماع ، ثم تلت بعده القرون، نشيد الزمان، لبيك يا ولي الرحمن، نشيد سرمدي، لم يزل يرتل في عالم الذر، ويجول في أروقة السماء، وتحمله الملائكة بيرقا، وتباهت به الأنبياء، انه فجر الوصال، توضأت بنوره الأجيال، وصلّت على قبلته الحقيقة، ركوعها الصبر، سجودها البر، معراجها السمو نحو الكمال.
واصطفت الضمائر الحية، على الميمنة، والارواح النقية عند المشئمة، والقرآن في قلب الهيجاء، انها ملحمة السماء، جنودها الأولياء، فبان بياض ابطهما، فتلألأت منه السماء، واكتحلت أعين الملائكة من روح الغدير، ومن دموع الفرح اكتحلت أعين الايمان، ثم توردت خدود خم خجلا، ففاح منها عطر الجنان، من كنت مولاه فهذا علي مولاه، قول الحق مدى الزمان، فتوالت اكفهم حبوا، لتقبل أكف العدل والميزان، وليسلك الاسلام طريق الهدى، ولتتم النعمة والسلام ، ثم ارتدى الحق ثوب البيعة، مطرزا بالمحبة والوئام، ورضي الله الحق لنا، الإسلام دين الاديان، شامخا كامل البنيان، وبالمصطفى خاتما وشفيعا، والمرتضى اميراً وولياً وساقياً من الكوثر مائه رحيق القرآن.
نهنئ الأمة الاسلامية والانسانية جمعاء بذكرى يوم عيد الغدير، ويوم تنصيب الأمير، ذلك الصرح الانساني، المنبثق منه المعاني السامية، والذي يحمل مشعل العدالة، عبر التاريخ.