الرئيسية | | من وحي الذكرى | الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) شمس الاحرار المشرقة من قعر المطامير

الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) شمس الاحرار المشرقة من قعر المطامير

عدد القراءات : 9740

 المكتب الخاص / النجف الاشرف

من قلب المطامير المظلم، وعتمة الظلم والجبروت، نبض قلب الايمان، وبرق وميض الحق من وجه الغريب، ومن بين قيود السنين، بزغ قمر الرسالة الذي لايغيب، ومن على جبهة الجسر اشرقت شمس العدالة التي حاد عنها الافول، وعلا صدى التهليل والتكبير من بين السنة القضبان، التي عجز عن ليها الزمن، لكنها اصطفت منحنية لهيبة المعصوم، وبصوت تبتله توضأت وجوه الجدران وصدى الاذان، وطغى عبق النبوة في اعماق السجون كرياحين الفردوس التي لايعتريها الذبول، عترة لازالت تنير درب الاحرار بشعاع من كظم الغيض، يشع بريقها من منائر العدل، لتدل التائهين في قفار الوهم، والهائمين في عالم الضياع، الى عالم الحقيقة، الحقيقة الناصعة التي اشحب وجها السم السموم ولم تزل بيضاء كنور الفكر في سحيق الظلام. ياسجدة طوت بروحها الزمن، فتيممت بصعيدها المطامير، لها صدى من انين الظلام، غاصت في بحور الحزن، لتؤنس طريق الصبر، تعاظم شوقها للدنو من الحبيب، حّلقت الى عالم القداسة، بأجنحة التأوه، تشبثت بأذيالها الارواح النقية، يا سجدة بساطها الكون، هوت في رحاب الملكوت، فحفت بها ذكريات الالم، لتشكو عند بارئها قساوة الزمن، وغربة الايام، ولتنسج حزنها رداء الشفاعة، ياسجدة العارفين تسبح بأكفها الايام والسنين، تقلبها انامل الصبر، تؤرقها ليالي الهجر، فتتوسد على اليقين. يا راهب بني هاشم، وفرع من بيت التقى، يا جذرا في قعر السجون، وغصنه المورد في العلا، تدلى فيئه على الخلائق، رحمة من رب العالمين، لم تزل املا في حدقات الابصار، وكحلا في عيون الآيات، يا ايها الصبر في جلباب الانتظار، وسحرا في ليالي التهجد، ودمعة في محاجر الحزن، تسيل على خد الخشوع، ودمعة اخرى حمراء، لونت ثرى الاجداد، تنطق بلغة الفجيعة، وهيام الايتام في البيداء، وحيرة الحرائر، ونزيف الخيام بدموع من نار تلهب السماء. يا نعشا طافت حوله الضمائر، وسعت الى قداسته الكرامة، يا فقيدا ندبته قيم الانسان، وارتوى من زمزمه العطاء، يا شهيدا تحلت بخلقه التضحية، وقائدا تباهى به الايثار والفداء، اقتحمت التاريخ بخطاك الثابتة، وعرجت لعلاك ببراق الاتقياء، مسكت الرسالة بيمينك، وبالأخرى تجود بالعطاء، يارافعا اكف السلام والمحبة، بالقباب التي تعانق السماء، يا غريبا تشتاقك المحبة، وتلوذ بك الامنيات، في يوم فقدك الحزين، تهفو اليك قلوب المحبين، بعبرات والمودة والوفاء والولاء.

المزيد في من وحي الذكرى
قمرٌ في ظلمة الطف، طاف نوره قبل الأوان، بازغ حتى في عرجونه، وفيٌّ في زمن الغدر والخذلان، يشع نوراً من هدى الإمامة، ويدور شوقاً في
المكتب الخاص / النجف الاشرف يمر الزمن وتمضي القرون والعقود ، وتنكث البيعة هنا وهناك تنقض العهود ، وغدرة الحقد بسوط السموم، واخرى ببغض الضربة عند
المكتب الخاص / النجف الاشرف دنا القضاء واقترب القدر، وتلوح في الافق ظلامة، ، تنبع من أقاصي الجاهلية ، ومن كهوف الكفر، وغيوم السواد عادت لتغطي
المكتب الخاص / النجف الاشرف بين الصمت والصخب ، شوق في حشاشة القلب يتأجج ، وعيون الصبر معتبرة ، وفي رمضاء اليأس مع الاحلام نتوسد ،
المكتب الخاص / النجف الاشرف من شعبان المودة، فاحت نسائم الانتظار، وتفتحت أزاهير الصبر، لتملأ الوجود عبقا، ليلة غمرتها السعادة، وطافت بأمواجها الافراح، ليلة كالبحر، يجري
المكتب الخاص / النجف الاشرف عطشت الحياة لكوثر ، فراحت تغدو بلهفة ، على الوديان ، تجر بحافرها اليأس ، فلا وصال يرتجى ، ولا حِسان